قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، في كلمة مصوّرة، اليوم الجمعة، إن قيادة المقاومة تتابع عن كثب مجريات المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار، معربًا عن أملها في أن تُفضي هذه الجهود إلى اتفاق يضمن وقف الحرب على الشعب الفلسطيني، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، إلى جانب إدخال الإغاثة للمدنيين.
وحذر أبو عبيدة من أن استمرار تعنت الاحتلال وتنصله من الالتزامات كما جرى في الجولات السابقة، قد يُفشل هذه المحاولة، مؤكدًا أن المقاومة لن تضمن العودة مستقبلًا إلى أي صيغة لصفقات جزئية، بما في ذلك مقترح إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين.
وأشار أبو عبيدة إلى أن الاحتلال نقض اتفاقًا سابقًا مع المقاومة قبل أربعة أشهر، وشن بعدها عدوانًا متجددًا على غزة، وأن القسام خلال هذه الفترة أوقع مئات القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى آلاف الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية. وقال إن مجاهدي القسام استحدثوا تكتيكات جديدة، ونفذوا خلال الأسابيع الأخيرة محاولات نوعية لأسر جنود، في إطار استراتيجية تقوم على تنفيذ عمليات مؤثرة وإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو.
وفي كلمته، شدد أبو عبيدة على أن المقاومة تقف على أهبة الاستعداد لخوض معركة استنزاف طويلة مهما كان شكل العدوان وخططه، لافتًا إلى أن الاحتلال يتلقى دعمًا عسكريًا غير محدود من قوى دولية كبرى، بينما تتفرج الأنظمة العربية والإسلامية على ما يجري في غزة دون أن تحرك ساكنًا، محمّلًا قادة الأمة ونخبها وعلماءها مسؤولية الدماء النازفة بسبب صمتهم وتخاذلهم.
وأضاف أن حكومة الاحتلال ليست معنية بملف الجنود الأسرى، وأن نتنياهو ووزراءه هيأوا جمهورهم لتقبل فكرة مقتلهم جميعًا. وأوضح أن المقاومة سبق أن عرضت على العدو خلال الأشهر الأخيرة صفقة شاملة تشمل تسليم جميع الأسرى دفعة واحدة، إلا أن العرض قوبل بالرفض.
كما أشاد أبو عبيدة بالمواقف الداعمة من بعض القوى، وعلى رأسها الشعب اليمني وجماعة "أنصار الله"، الذين وصفهم بـ"إخوان الصدق" الذين فتحوا جبهة فاعلة دعمت صمود المقاومة. ووجّه التحية لكل أحرار العالم الذين يسعون لفك الحصار والتضامن مع غزة رغم المخاطر.
وتطرّق في كلمته إلى ملف العملاء، مؤكدًا أن الاحتلال يستخدمهم كأدوات فاشلة، داعيًا من وصفهم بـ"العملاء" إلى التوبة قبل فوات الأوان، ومُثمنًا مواقف العشائر والعائلات الفلسطينية التي تبرأت منهم ورفضت احتضانهم. وختم أبو عبيدة كلمته بالتأكيد على أن صمود الشعب الفلسطيني هو أعظم ما يغيظ العدو، موجّهًا التحية لكل من ثبت وصبر وواصل التحدي رغم القهر والجوع والخذلان.