في تطور لافت ضمن الأزمة السياسية المتصاعدة داخل حكومة بنيامين نتنياهو، أعلن مجلس حكماء التوراة لحركة شاس مساء الأربعاء، عن انسحاب وزراء الحزب من الحكومة، مع البقاء في الائتلاف البرلماني في هذه المرحلة.
وجاء القرار عقب اجتماع طارئ عقده المجلس، وهو الأول منذ انسحاب حزب "يهدوت هتوراه" من الائتلاف، على خلفية الخلافات حول قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية لطلاب المدارس الدينية (الحريديم).
وقال وزير الخدمات الدينية ميخائيل مالكيئيلي في تصريح أعقب الاجتماع، إن القرار جاء احتجاجًا على ما وصفه بـ"الاضطهاد المتواصل ضد أبناء التوراة"، مضيفًا: "في الوضع الحالي، لا يمكننا الاستمرار في الحكومة والمشاركة فيها، لكننا لن نتعاون مع اليسار."
ومن المتوقع أن تشمل الاستقالات عددًا من الوزراء البارزين في الحزب، من بينهم:
وزير الداخلية موشيه أربيل
وزير الصحة أوريئيل بوسو
وزير الرفاه يعقوب مارجي
وزير العمل يوآف بن تسور
وزير الخدمات الدينية ميخائيل مالكيئيلي
الوزير في وزارة التعليم حاييم بيتون
نائب وزير الزراعة موشيه أبو طبول
ضغوط من مكتب نتنياهو
القرار جاء رغم ضغوط شديدة مارستها رئاسة الحكومة في الساعات الأخيرة، حيث طلب نتنياهو من قيادات "شاس" منح مهلة زمنية لإيجاد حل وسط بشأن قانون التجنيد، لكن يبدو أن سخط الحزب تصاعد مع ما وصفه بـ"المماطلة الحكومية" و"الخذلان المتكرر للحريديم".
خلفية الأزمة
الأزمة تفجّرت بعد معارضة رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين لصيغة القانون المتفق عليها مسبقًا داخل الائتلاف، ما تسبب في تعليق إقراره، وأدى إلى انسحاب فوري لحزب "يهدوت هتوراه" من الحكومة والكنيست، بينما قررت "شاس" اعتماد استراتيجية تصعيد تدريجي.
وأثارت مواقف إدلشتاين غضبًا داخل "الليكود"، حيث اتهمته وزيرة المواصلات ميري ريغيف بمحاولة إسقاط حكومة اليمين خلال فترة حرب، في حين أكد إدلشتاين أن المنظومة الحالية غير قابلة للاستمرار بدون فرض التجنيد والمساءلة على جميع المواطنين.
الكنيست بلا أغلبية
بات الائتلاف الحكومي يمتلك الآن 60 نائبًا فقط من أصل 120، وسط تخوفات من تصعيد إضافي قد يُسفر عن انهيار الحكومة الحالية.
وتُشير مصادر مطلعة إلى وجود تنسيق خفي بين "شاس" و"يهدوت هتوراه"، رغم الفروقات في أساليب الانسحاب، بهدف الضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات في قانون التجنيد، وإعادة ترتيب أوراق الائتلاف قبل تفاقم الانهيار.