حذّر رئيس اركان جيش الاحتلال الأسبق ووزير الحرب السابق موشيه يعلون، من أن استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة بات “سياسة انتحارية” تقود إسرائيل نحو الهلاك، محمّلاً حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية التدهور الأمني والدبلوماسي والاقتصادي للدولة.
وفي تصريحات صحفية اعتبر يعلون أن “القتل المكثف في غزة لا يحقّق الأمن بل يزيد من عزلتنا دولياً”، مشيراً إلى أن الاعتماد على القوة وحدها لم يعد يُبشر بأي نهاية ناجحة للصراع. ووصف هذه المواجهة بأنها “أطول حرب نخوضها منذ قيام الدولة”
لافتاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تبدو “مستعدة للتضحية بحياة 58 مختطفاً” في سبيل تحقيق أهدافها العسكرية.
وأوضح يعلون أن إدارة نتنياهو “أضرت بشدة بسمعة إسرائيل على الساحة الدولية وعلاقاتها مع حلفائها”، كما ألحق الحصار والعمليات البرية أضراراً بالغة بالاقتصاد الوطني نتيجة توقف السياحة واستنزاف الموارد.
وحذّر من أن رفض وقف إطلاق النار سيؤدي إلى “زيادة عدد الجنود الأسرى والقتلى”، ما يزيد من تكاليف الحرب البشرية والسياسية.
وقال يعلون إن الوقت قد حان لمراجعة استراتيجية الحكومة بصورة جريئة، داعياً إلى “تغيير حكومة الفاسدين” عبر تحرّك شعبي يشمل التظاهرات وربما “العصيان المدني” كوسيلة لتصحيح المسار قبل فوات الأوان.
وأكد أن “مستقبل إسرائيل يتطلب قيادة جديدة قادرة على إنهاء الصراع وتحقيق الأمن الدائم دون مزيد من التضحيات الباهظة”.
تصريحات يعلون تأتي في ظل جدل متصاعد داخل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية حول مسألة وقف إطلاق النار وخيارات التسوية مع حركة حماس، فيما يواصل الرأي العام حالة انقسام حادة بين مؤيد للحسم العسكري ومعارض لخيارات الحكومة الحالية.