شن الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء الأحد، غارة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، في انتهاك جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: “الطيران الحربي للعدو الإسرائيلي يشن غارة عنيفة على الموقع المُهدد في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
ولم تتوفر على الفور معلومات عن خسائر بشرية، كما لم تصدر إفادة إسرائيلية.
وفي وقت سابق الأحد، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان بمنطقة الحدث في حي الجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت بإخلاء منطقتهم تمهيدا لقصف مبنى، بدعوى وجود “منشآت تابعة لحزب الله”.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل تواصل اجتماعي منبى مدمرا تشتعل فيه النيران وتتصاعد فوق المنطقة سحب دخان وأتربة، فيما هرعت سيارات إسعاف إلى المنطقة.
ويعد هذا ثالث قصف إسرائيلي يستهدف الضاحية الجنوبية منذ 28 مارس/ آذار الماضي.
وصباح الأحد، استشهد شخص في غارة شنتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على بلدة حلتا جنوبي لبنان، وفق وزارة الصحة.
عون وسلام يدعوان واشنطن وباريس لوقف اعتداءات إسرائيل على لبنان
دعا كل من رئيس لبنان جوزف عون، ورئيس وزرائها نواف سلام، مساء الأحد، الولايات المتحدة وفرنسا إلى إجبار إسرائيل على التوقف فورا عن اعتداءاتها على لبنان.
وقالت الرئاسة اللبنانية، في بيان، إن “الرئيس عون دان الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية مساء اليوم”.
وقال عون في البيان إنه “على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما، ويجبرا إسرائيل على التوقف فورا عن اعتداءاتها”.
وحذر من أن “استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها”.
كما أدان سلام، “مواصلة إسرائيل اعتداءاتها على لبنان وترويع الآمنين في منازلهم”.
وطالب “الدول (الولايات المتحدة وفرنسا) الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية، بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية”.
وجدد تأكيده أن “لبنان يلتزم ببنود القرار 1701 كاملا وباتفاق الترتيبات الأمنية”.
سلام، أضاف أن “الجيش اللبناني يواصل عمله ويوسع انتشاره في الجنوب، كما في سائر الأراضي اللبنانية لبسط سلطة الدولة، وحصر السلاح بيدها وحدها”.ط
ومنذ وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 2766 خرقا له، ما خلّف 195 شهيدا و486 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا لبيانات رسمية حتى الأحد.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.