غزة تواجه الجوع: نحو مليوني نازح يفتقرون لأبسط مقومات الحياة

f250418alh017-1745075302.jpg

حذر برنامج الأغذية العالمي من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل خطير، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق، ما يضع نحو مليوني إنسان، غالبيتهم من النازحين، في مواجهة شبح الجوع والعوز الكامل.

وأكد البرنامج في بيان له، الأحد، أن أهالي غزة يعيشون دون أي مصدر دخل، ويعتمدون بالكامل على المساعدات الغذائية المحدودة التي تصل بصعوبة، وسط تراجع حاد في المخزون الغذائي، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة.

وأشار البيان إلى أن استمرار إغلاق المعابر أمام دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية، يفاقم من تدهور الأوضاع، ويمنع تدفق المواد الأساسية التي يحتاجها السكان للبقاء على قيد الحياة.

ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى تدفق فوري ومستمر للمواد الغذائية إلى القطاع، لتفادي انهيار كامل في الأمن الغذائي، مؤكدًا أن المدنيين الفلسطينيين يواجهون ظروفا إنسانية كارثية، وسط نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء ودواء.

وحذر من عواقب وخيمة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، مؤكدا أن المدنيين في غزة يواجهون بالفعل ظروفا إنسانية كارثية ونقصا حادا في جميع مقومات الحياة.

ويعتمد جميع سكان غزة تقريبا الآن على مطابخ الجمعيات الخيرية التي لا تعد سوى مليون وجبة يوميا، في حين أُغلقت برامج توزيع الغذاء الأخرى بسبب نقص الإمدادات.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أشارت إلى أن أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون في قطاع غزة، ويتعرضون للقصف والتجويع.

ودعت "أونروا"، في تصريح لها إلى ضرورة تجديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورفع الحصار وإعادة فتح المعابر بما يسمح بدخول المساعدات بشكل مستمر.

وقالت إنّ إمدادات الغذاء والدواء والوقود والخيام تتكدس عند معابر قطاع غزة، بعد أن منعت إسرائيل دخولها منذ 7 أسابيع.

أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أنّ قطاع غزة يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب، أي منذ نحو 18 شهرا، قائلا: "عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج نتيجة سوء التغذية ارتفع إلى 3600 طفل بعد أن كان عددهم ألفي طفل الشهر الماضي".

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قد حذر من أن قطاع غزة دخل مرحلة الانهيار الإنساني الكامل، بفعل سياسة الحصار والتجويع الممنهجة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين.

وأكد "الإعلام الحكومي"، في بيان أن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، جراء الجوع الذي يهدد حياة السكان المدنيين بشكل مباشر.

وبين أن أكثر من مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل غياب الغذاء، وشُح المياه، وتدهور المنظومة الصحية بشكل شبه كامل، وحرمان الناس من الحدّ الأدنى من مقومات الحياة.

وأشار إلى استهداف الاحتلال لأكثر من 37 مركزا لتوزيع المساعدات، و28 تكية طعام، تم قصفها وإخراجها عن الخدمة، ضمن خطة ممنهجة لفرض سياسة التجويع كأداة حرب ضد المدنيين.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري مستمر على القطاع، وانعدام أي بوادر لتخفيف القيود أو السماح بوصول الإمدادات الإنسانية، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الإنسانية.