يستمر الذهب في حصد مكاسب قياسية مستفيداً من التوترات التجارية التي تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، ليتخطى سعر الأونصة 3357 دولاراً اليوم الخميس، فيما يستفيد النفط من العقوبات المتجددة على الصادرات الإيرانية. وبحسب بيانات رويترز، ارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 3346.2 دولاراً بحلول الساعة 00:08 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3357.4 دولاراً في وقت سابق من الجلسة. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 3359.5 دولاراً.
وجاء ذلك بعدما اخترقت أسعار الذهب، أمس الأربعاء، حاجز 3300 دولار، مسجلة مستويات قياسية مرتفعة غير مسبوقة.
وفي تصعيد جديد للتوتر مع شركائه التجاريين، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، بإجراء تحقيق للنظر في الحاجة لفرض رسوم جمركية جديدة محتملة على جميع واردات المعادن الأساسية، إضافة إلى المراجعات الخاصة بواردات الأدوية والرقائق. وأمرت بكين شركات الطيران بعدم تسلم المزيد من طائرات بوينغ، في حين وضعت الحكومة الأميركية قيوداً على صادرات شركة إنفيديا من رقائق الذكاء الاصطناعي إتش 20 إلى الصين.
وقفز الذهب بأكثر من 27% منذ بداية العام وحتى الآن، علماً أنه عادة ما ينظر إلى المعدن الثمين باعتباره وسيلة للتحوط من ارتفاع التضخم وفي أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية. وتراجع الدولار مقابل منافسيه ليظل قرب أدنى مستوى في ثلاث سنوات الذي سجله الأسبوع الماضي، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 32.78 دولاراً وصعد البلاتين 0.2% إلى 969.05 دولاراً، فيما هبط البلاديوم 0.7% إلى 964.75 دولاراً.
وفي سوق النفط، واصلت أسعار النفط مكاسبها، اليوم الخميس، وسط توقعات بتقلص الإمدادات بعدما فرضت واشنطن مزيدا من العقوبات لوضع قيود على تجارة النفط الإيرانية وفي ظل تعهد بعض دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بخفض الإنتاج بصورة أكبر للتعويض عن تجاوزها في وقت سابق للحصص المتفق عليها. وزادت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 0.5% إلى 66.19 دولاراً بحلول الساعة 00:29 بتوقيت غرينتش، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.7% إلى 62.91 دولاراً.
وسجل الخامان ارتفاعاً بنسبة 2% عند التسوية، أمس الأربعاء، ووصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ الثالث من إبريل/نيسان الجاري، وهما يتجهان لتحقيق أول ارتفاع أسبوعي في ثلاثة أسابيع. وسيكون اليوم الخميس هو آخر يوم تسوية في الأسبوع قبل عطلة الجمعة العظيمة وعطلة عيد القيامة. ويأتي انتعاش سعر النفط على أثر إصدار إدارة ترامب عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية أمس الأربعاء، بما في ذلك ضد مصفاة نفط صغيرة مستقلة تتخذ من الصين مقرا، وهو ما يزيد الضغط على طهران وسط محادثات بشأن برنامجها النووي.
وتزايدت المخاوف المتعلقة بالإمدادات بعدما قالت أوبك، أمس الأربعاء، إنها تلقت خططا محدثة تتعلق بالعراق وكازاخستان ودول أخرى لإجراء المزيد من تخفيضات الإنتاج للتعويض عن ضخها سابقا فوق الحصص. ومع ذلك، خفضت أوبك ووكالة الطاقة الدولية والعديد من البنوك بما في ذلك غولدمان ساكس وجيه بي مورغان هذا الأسبوع توقعاتها بشأن أسعار النفط ونمو الطلب إثر الاضطرابات التي تسببت بها الرسوم الجمركية الأميركية وردود دول أخرى عليها. وقالت منظمة التجارة العالمية إنها تتوقع أن تنخفض تجارة السلع 0.2% هذا العام، بعدما كانت قد توقعت في أكتوبر/تشرين الأول توسعها 3%.