كشفت مصادر قيادية في حركة حماس، اليوم الخميس، في حديث لصحيفة العربي الجديد أن الحركة أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة للتجاوب مع أي مقترح يتضمن إطلاق سراح أسرى إسرائيليين بشرط أن يكون ضمن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما أشارت مصادر مصرية إلى أن وفداً إسرائيليا أجرى زيارة سريعة إلى القاهرة مساء الأربعاء.
وأوضحت المصادر في حماس أن الحركة لم ترفض مقترح مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ولكنها وافقت عليه بشرط أن يتضمن المقترح الانتقال الفوري إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تتضمن إنهاء الحرب، قبل أن تفاجأ برفض ويتكوف وتبنيه الموقف نفسه لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الراغب في الحصول على الأسرى دون تنفيذ استحقاقات الاتفاق الذي تم برعاية الوسطاء وضماناتهم.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هناك مناقشات واتصالات جارية بشأن مقترح مطروح على طاولة التفاوض في الوقت الراهن. ورجحت المصادر وصول وفد حركة حماس، إلى القاهرة، اليوم الخميس، للاجتماع مع المسؤولين المصريين لبحث تطورات المشهد.
وعلم "العربي الجديد" أن مصر قدمت، أمس الثلاثاء، مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار في غزة. وبحسب ما علمه "العربي الجديد"، فإن المقترح المصري يمثل "جسراً" للخلافات ويحمل رؤية وسيطة بين ما تضمنه المقترح الذي وافقت عليه حماس في السابق بإطلاق سراح الجندي الأميركي - الإسرائيلي ألكسندر عيدان وخمسة جثامين لأسرى، والمقترح الذي طرحه مبعوث البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي تضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف الجثامين لدى المقاومة.
وفد عسكري إسرائيلي زار القاهرة الأربعاء
إلى ذلك، كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، أن وفداً عسكرياً إسرائيلياً وصل إلى القاهرة مساء الأربعاء، في زيارة سريعة لم تتجاوز ثلاث ساعات، والتقى خلالها رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء حسن رشاد، ومسؤولاً عسكرياً رفيع المستوى. وبحسب المصادر، فإن زيارة الوفد الإسرائيلي تبعها انسحاب الفريق الأمني المصري الذي كان موجوداً بممر نتساريم وسط قطاع غزة قبل التوغل الإسرائيلي البري في الممر، فيما كشفت المصادر أن عدة قيادات أمنية مصرية لا تزال موجودة في قطاع غزة، دون أن توضح ما إذا كانت ستبقى بالقطاع خلال الأيام المقابلة، أو لا، في ظل وجود عناصر مصرية في القطاعين، الطبي والإغاثي.
وكشفت المصادر المصرية نفسها، أن الوفد العسكري الإسرائيلي بحث مع المسؤولين العسكريين المصريين، إجراءات جديدة أقدم عليها الجيش الإسرائيلي أمس الأول، كان من بينها زيادة أعداد القوات الموجودة بمحور صلاح الدين "فيلادلفيا" الحدودي، وكذلك زيادة المعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة، إضافة إلى زيادة عمق انتشار القوات الإسرائيلية بالممر الممتد على طول الحدود بين شمال سيناء، وقطاع غزة. ولم تكشف المصادر عن طبيعة رد القاهرة، أو تعليق المسؤولين الذين التقوا الوفد الإسرائيلي، على هذه الإجراءات الإسرائيلية.
وتتواصل الإدانات العربية والدولية لاستئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، داعية إلى استعادة وقف إطلاق النار فوراً، وعدم استئناف "حملة التدمير والقصف المروع" في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي. وتزامناً، شهدت العديد من عواصم ومدن العالم تظاهرات منددة باستئناف إسرائيل حرب الإبادة الجماعية، مطالبة بوقف الحرب، ووقف تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح.