أسرى محررون: الفرحة منقوصة أمام تضحيات غزة

بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل، عبّر عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين عن مشاعر متباينة، مؤكدين أن فرحتهم بالحرية تظل ناقصة في ظل الدمار الهائل والتضحيات التي قدمها أهالي قطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

فرحة ممزوجة بالحزن

وفي تصريحات خاصة، قال الأسرى المحررون إنهم غير قادرين على وصف شعورهم بالكلمات، فبينما يعيشون لحظة الحرية التي طال انتظارها، تسيطر عليهم مشاعر الحزن والأسى لما شهده القطاع من قتل ودمار واسع النطاق.

وقال الأسير المحرر شادي البرغوثي، من مدينة رام الله: “شعور الحرية لا يمكن التعبير عنه، لكنه ممزوج بالألم، فثمن خروجنا كان آلاف الشهداء والمنازل المدمرة، وهذا يجعل فرحتنا غير مكتملة”. وأضاف: “مهما تحدثنا فلن نوفي أهل غزة حقهم، فهم من دفعوا الثمن الحقيقي لهذه الصفقة”.

صفقة التبادل وتغير المعاملة في السجون

وجاءت تصريحات الأسرى المحررين بعد مرور شهر على إتمام صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس، تضمنت إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بالمؤبد، مقابل إطلاق سراح إسرائيليين كانوا محتجزين لدى المقاومة في غزة.

وأشار البرغوثي إلى أن معاملة مصلحة السجون الإسرائيلية تدهورت بشكل كبير بعد السابع من أكتوبر 2023، حيث تعرض الأسرى الفلسطينيون لعقوبات مشددة، شملت الاعتداءات الجسدية والتجويع والتضييق على ظروف اعتقالهم.

كما لفت الى أنه ينبغي على القادة الفلسطينيين العمل على إيجاد طرق جديدة للعمل على مصلحة القضية الفلسطينية بما يتطلب الواقع من ذلك.

غزة بين الدمار والمعاناة

وفي الوقت الذي يحتفل فيه الأسرى المحررون بحريتهم، لا تزال غزة تعاني من كارثة إنسانية، حيث يعيش السكان وسط ظروف قاسية، مع استمرار الحصار والدمار الذي طال معظم مناطق القطاع.

ويؤكد المراقبون أن هذه الصفقة، رغم أهميتها، جاءت في سياق مأساوي، حيث دفع الفلسطينيون ثمناً باهظاً من أرواحهم ومنازلهم، ما يجعل الفرحة غير مكتملة، ويترك مشهد المعاناة في غزة حاضراً بقوة في أذهان الجميع.

بدوره، لم يستطع الأسير المحرر يوسف اسكافي من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، التعبير عن فرحته بخروجه من سجون الاحتلال بعد سنوات طويلة من الاعتقال.

وقال اسكافي في حديث خاص: "على راسي أهل غزة بعد الضريبة التي دفعوها خلال الحرب وأهل غزة أهلنا ونحن وغزة أهل وشعب واحد، وفي النهاية الاسرى خرجوا من سجون الاحتلال غصبا عنهم، حتى لو تعرضنا للتنكيل والضرب والالم في النهاية خرجنا من السجون".

وأشار الى أنه لم يواجه أي معيقات بعد الخروج من السجون الإسرائيلية كون أنهم دخلوا الأراضي الفلسطينية هم بين أهلهم، مضيفا: "مجرد دخولنا الأراضي الفلسطينية هي ارحم مليون مرة من سجون وعذاب إسرائيل".

وتابع اسكافي: "دمنا فدا كل أهل غزة الذين اخرجوا الاسرى من السجون، لقد تنسمنا الحرية بعد سنوات طويلة من العذاب والاعتقال والمعاناة".

أما والدة الأسير المحرر اياد شخيدم، فأكدت أن الفرحة لم تسع قلبها عندما خرج ابنها من سجون الاحتلال، بعدما كانت فاقدة الأمل في خروجه، كونه محكوم بالسجن لمدة 18 مؤبد.

وأضافت في حديث خاص: "الحمد لله مبسوطين كثير من اجل خروج الاسرى من سجون الاحتلال، ورؤية ابني المحكوم 18 مؤبد، كأنه حلم من الاحلام".

ولم تخف والدة الأسير أن معاملة مصلحة السجون الإسرائيلية قد تغيرت بشكل فضيع مع الاسرى الفلسطينيين بعد الحرب على قطاع غزة.

وأضافت: "لم اعرفه انه ابني لولا انه تحدث معي وعرفت صوته فقط، لأنه كان يتعرض للضرب والتنكيل والجوع وعدم وجود غطاء في البرد".