كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه قناة “كان” العبرية الرسمية مساء الجمعة، أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى.
الاستطلاع أجراه معهد “كانتار” لبحوث الرأي (غير حكومي) لصالح قناة “كان”، وشارك فيه 600 شخص، بهامش خطأ 4 بالمئة.
وأظهرت نتائجه أن 55 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بأي ثمن، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حركة “حماس” في الحكم وإنهاء الحرب على القطاع.
وفي هذا الإطار، قال 45 بالمئة من الإسرائيليين إنهم لا يعتقدون أن تجدد الحرب على غزة سيؤدي إلى حل نهائي ضد حماس، فيما يرى 36 بالمئة أن استئناف الحرب قد ينجح في القضاء على الحركة.
وتأتي نتائج هذه الاستطلاع بينما تضع حكومة نتنياهو بين الحين والحين عراقيل تهدد باستمرار اتفاق غزة، وتواصل المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية منه.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي يستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
واحتجاجا على التوقيع على هذه الاتفاق، غادر حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف الائتلاف الحكومي.
فيما تتحدث وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو وعد حزب “الصهيونية الدينية” برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعدم الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق لإقناعه بالبقاء في الائتلاف، ومن ثم منع انهياره.
وفيما يتعلق بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين قسريا من غزة إلى دول مجاورة، أشار 36 بالمئة من المشاركين في استطلاع قناة “كان” إلى أن هذا المخطط “غير قابل للتطبيق”.
ورغم تفاؤل أولي ساد العالم بضغوط لترامب سهلت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، في 19 يناير، فإن مواقف الأخير المنحازة كليا إلى إسرائيل إثر توليه مهامه رسميا بعد ذلك بيوم واحد أدت لتحول هذا التفاؤل إلى تشاؤم.
ومن أبرز هذه المواقف، إعلانه خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 4 فبراير/ شباط الجاري، نية الولايات المتحدة الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين للخارج، وخاصة إلى مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض واسع على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية.
استطلاع قناة “كان” أظهر أيضا أن معسكر اليمين بقيادة نتنياهو لا يزال غير قادر على تشكيل حكومة جديدة حال أجريت الانتخابات اليوم، حيث لن يتمكن من الحصول سوى على 46 مقعدا من أصل 120، في حين يتطلب تشكيل الحكومة أغلبية لا تقل عن 61 مقعدا.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.