على الرغم من أن إيلون ماسك يُعد اليوم، وبفارق كبير، أغنى رجل في العالم بثروة تُقدَّر بنحو 436 مليار يورو، فإنه لم يصل بعد إلى لقب أغنى رجل في التاريخ.
ولا يزال هذا اللقب محفوظًا لإمبراطور مالي السابق، مانسا موسى، الذي عاش في القرن الرابع عشر.
إمبراطورية الذهب في مالي
في القرن الرابع عشر، كانت إمبراطورية مالي إحدى أعظم ممالك غرب أفريقيا، فقد امتدت من السنغال إلى تمبكتو. ترأس هذه الإمبراطورية الإمبراطور مانسا موسى، الذي ينتمي إلى سلالة ملكية عريقة، بحسب محطة "تي في 5" الفرنسية.
وقد استغل مانسا موسى الموارد الهائلة لمملكته، لا سيما مناجم الذهب التي كانت تمثل مصدرًا رئيسًا لثروته.
ثروة لا تُقدّر بثمن
وفقًا للخبراء، كانت مملكة مالي تمتلك في ذلك الوقت حوالي نصف الموارد العالمية من الذهب. هذه الوفرة جعلت مانسا موسى يُعد أغنى رجل في تاريخ البشرية.
وبينما يصعب تقدير حجم ثروته بدقة، يعتقد بعض الخبراء أنها تتراوح بين 400 و600 مليار يورو. في العصور الوسطى، اعتمد الغرب بشكل كبير على ذهب إمبراطورية مالي كمصدر للثروة.
رحلة ملحمية إلى مصر
في عام 1324، قرر مانسا موسى القيام برحلته الشهيرة إلى مكة. وقد كانت هذه الرحلة ضخمة بكل المقاييس، فقد اصطحب معه 60 ألف رجل، و12 ألف عبد، ومئات الجمال المحمّلة بالمؤن والثروات.
والأهم من ذلك، حمل مانسا موسى معه 10 أطنان من الذهب لتمويل هذه الحملة الكبرى.
بعد عبور الصحراء الكبرى، توقف مانسا موسى في القاهرة، التي كانت آنذاك مركزًا للحضارة الإسلامية.
وفي أثناء إقامته، أثار إعجاب السكان المحليين من خلال توزيع كميات كبيرة من الذهب لإظهار مدى ثروته الهائلة.
لكن هذا الكرم أدى إلى عواقب غير متوقعة، فقد تسبب بانخفاض قيمة العملة المحلية وتراجع أسعار الذهب، مما أحدث أزمة اقتصادية استغرقت المنطقة 10 سنوات للتعافي منها.
ثروة لا يمكن تجاوزها
رغم مكانة إيلون ماسك الحالية كأغنى رجل في العالم، من غير المرجح أن يتمكن من تجاوز ثروة مانسا موسى، التي يصفها الخبراء بأنها "لا تُقدّر بثمن".
وسيظل مانسا موسى دائمًا نموذجًا فريدًا للثروة والكرم، وواحدًا من أعظم الشخصيات في تاريخ البشرية.