ضباط إسرائيليون: الجيش يتصرف كمليشيا والوحدات تتسابق لقتل المدنيين في غزة

أكد قائدٌ كبيرٌ في الفرقة 252 الإسرائيلية، أن القائد العام للفرقة صنَّف محور نتساريم بأنه منطقة قتل، وكل من يدخل إلى المحور يتم إطلاق النار على رأسه وقتله، وفقًا لما نقلت صحيفة "هآرتس"، يوم الأربعاء، في تقرير استعرضت فيه شهادات جنود وقادة عن الجرائم التي يرتكبها الجيش ضد المدنيين في غزة.

أدلى قادة وجنود من القوات النظامية والاحتياط عن صلاحيات غير محدودة ممنوحة للقادة الميدانيين في جيش الاحتلال، ورغبة هؤلاء بتحقيق صور نصر شخصي لهم ولفرقهم

وتحدث القائد في الفرقة 252 أن هناك خطًا غير مرئي في شمال محور نتساريم يُسمى خطط الجثث، وأهالي قطاع غزة يعرفونه، فبعد إطلاق النار على الفلسطينيين في محور نتساريم لا يتم تجميع الجثث، بل تُترك لتأكلها الكلاب.

وقال ضابطٌ في جيش الاحتلال لـ"هآرتس"، إن هناك أوامر للجنود بإرسال صور جثامين القتلى الفلسطينيين إلى قادتهم، مبينًا أنهم أرسلوا صور 200 قتيل، وتبين أن 10 منهم فقط ينتمون إلى حركة حماس، ما يؤكد أن غالبية من يتم قتلهم على أنهم مقاتلون في المقاومة هم مدنيون.

وكشف الضابط أن هناك سباقًا ونوعًا من التحدي بين الوحدات العسكرية في غزة على قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، "فإذا قتلت الفرقة 99، مثلاً، 150 فلسطينيًا، فإن الفرقة الثانية سوف تحاول الوصول إلى 200 قتيل" حسب قوله.

وقال ضابط احتياط خدم في نتساريم:"نحن في مكان بلا قوانين وحياة البشر فيه لا قيمة لها، ونتحمل مسؤولية جزء من الرعب الذي يجري في قطاع غزة".

ونقلت "هآرتس" في تقريرها عن جنود إسرائيليين قولهم إن الجيش "يتصرف أحيانًا مثل مليشيا مسلحة مستقلة دون قوانين". وقال ضابطٌ للصحيفة: "لقد حان الوقت ليعرف الإسرائيليون كيف تبدو الحرب، وما هي الأفعال الخطيرة التي يقوم بها بعض الضباط والجنود في غزة، وأي نوع من الصور اللا إنسانية التي نشهدها هناك".

وأدلى قادة وجنود من القوات النظامية والاحتياط عن صلاحيات غير محدودة ممنوحة للقادة الميدانيين في جيش الاحتلال، ففي السابق كانت موافقة رئيس أركان الجيش ضرورية قبل ضرب مبنى متعدد الطوابق، أما اليوم فقرار تنفيذ مثل هذه الضربة أصبح في أيدي القادة الميدانيين ومرؤوسيهم.

وقال أحد الضباط، الذين تحدثوا للصحيفة، إن "هذه أول حرب يفعل كل قائد فيها ما يحلو له في منطقته". واعترف، أن بعض القادة ممن خدموا في غزة كانوا يبحثون عن نصر شخصي، وأحدهم قال إن "صورة النصر لفرقته سوف تتحقق بعد إفراغ شمال قطاع غزة من سكانه".

إحدى الجرائم التي تناولها تقرير "هآرتس" تتعلق بقتل طفل عمره (16 عامًا)، وبعد فحص جثمانه تبيّن أنه لا يحمل أي سلاح ولا علاقة له بحركة حماس، إلا أن ضابطًا في جهاز "الشاباك" وصل الموقع وقال "إننا يشرفنا أننا قتلنا إرهابيًا، وأنه يصلي لكي نقتل غدًا 10 إرهابيين"، وعندما أوضح أحد الجنود أن الطفل لم يكن مسلحًا، وأنه مجرد مدني، صرخ الضابط قائلاً: "لا يوجد مدنيون. إنهم جميعًا إرهابيون".

وأشارت الصحيفة إلى أن الشهادات التي تلقَّتها تؤكد أن تصنيف المدنيين على أنهم إرهابيون ثم قتلهم هي ظاهرة متكررة في غزة، وكذلك تكرَّرت دائمًا التصريحات بين الجنود والضباط أنه "لا يوجد أبرياء في غزة".