الفنان دريد لحام: بشار هرب ولم يسقط بعد أن حوّل سوريا إلى سجن كبير ومصنع للكبتاغون

في تحوّل يكشف عمق التغيير في المشهد السوري، خرج الفنان دريد لحام عن صمته، في أول مقابلة تلفزيونية معه بعد سقوط نظام بشار الأسد، ليكشف عن وجه مغاير تماماً لعلاقته بالنظام السابق، الذي كان معروفاً بتأييده له طوال عقود.

لحام (89 عاماً)، الذي يعدّ من أبرز نجوم الدراما السورية، وَصَفَ ما جرى بأنه “هروب” وليس سقوطاً، متعجّباً: “في أي بلد يمرّ بظرف خاص يطلع رئيس الدولة يحكي مع شعبه… نحن تفاجأنا أنه هرب، ثم تبعه أخوه! تصوّروا! رئيس يهرب في اللحظات الحاسمة، اللحظات التي فيها البلد بحاجة لقيادة”.

وفي تصريحات قد تبدو صادمة من أحد مؤيدي النظام السابق، أعرب الممثل المخضرم عن ارتياحه لهروب الأسد قائلاً: “نشكره أنه هرب. كثّر خيره وَفّرَ علينا عبئاً كبيراً، عبء تحمّله، وتَحمّل أفعاله، خاصة في مسألة السجون”، كاشفاً أن “أكبر سجن في سوريا كان سجن أصحاب الرأي… سجن صيدنايا، الذي بُني خصيصاً لأصحاب الرأي”.

وحول صمته السابق عن انتقاد النظام، كشف لحام أن الخوف من المصير المظلم في سجن صيدنايا كان السبب الرئيسي، قائلاً: “لو أردت الذهاب أبعد من اللازم لكنتم الآن تخرجون عظامي من سجن صيدنايا”.

وأضاف مستدركاً أنه حاول التعبير عن رأيه من خلال أعماله الفنية مثل “ضيعة تشرين” و”غربة” و”كاسك يا وطن”، مؤكداً: “لم نكن بسلام مع السلطة السياسية”.

وفي وصف لحجم القمع، قال لحام إن “فروع المخابرات في سوريا كانت أكثر من المدارس”، مستشهداً بتجربة شخصية حين استدعي للتحقيق لمجرد إشادته بنظافة شوارع مونتريال الكندية، وهو ما اعتبرته المخابرات انتقاداً ضمنياً لدمشق. وأضاف: “بشار الأسد وزبانيته حولونا إلى الرأي الواحد. رأيهم وفقط”، واصفاً “التعديات الوحشية والممارسات اللاإنسانية على أصحاب الرأي الآخر” بأنها “غير ممكنة التخيل”.

وأشاد لحام بسياسة “هيئة تحرير الشام” التي دخلت دمشق أخيراً، مثنياً على تعاملهم المحترم مع المواطنين. وروى تجربة شخصية معهم قائلاً: “أوقفني حاجز لهيئة تحرير الشام، نزلت من السيارة وكانوا ودودين مبتسمين… وظهر أنهم يريدون التقاط صورة معي. وقالوا لي: أستاذ نحن نحبك، وإن لم تكن معنا دائماً”.

وكشف لحام عن تغيّر ملموس في الحياة اليومية بدمشق، قائلاً: “أمس عملت جولة ليلاً بالسيارة في شوارع دمشق، لا تتخيلوا السعادة على وجوه الناس بهذا التغيير”، مضيفاً: “الناس فرحون بالخروج من سجن الكبتاغون”.

وفي انتقاد لاذع لسياسات النظام السابق، استذكر لحام تاريخ سوريا كدولة منتجة للقمح، قائلاً: “سوريا كانت تنتج القمح، وكانت إيطاليا تأخذ قمح حوران ليصنعوا منه المعكرونة، كانوا يقولون حوران إهراءات روما. الآن نصنع الكبتاغون فقط”، في إشارة إلى تورط النظام السابق في تجارة المخدرات.

وأبدى لحام تفاؤله بمستقبل سوريا، مرحّباً بتصريحات أحمد الشرع، زعيم “هيئة تحرير الشام”، الذي طمأن “السوريين كلهم، بمن فيهم الفنانين، أن هذا البلد بلدنا جميعاً”.

ودعا لحام إلى “نسيان الانتماءات الطائفية والسياسية”، مؤكداً أن “الدين لله والوطن للجميع”.

وأعلن عن رغبته في تقديم عمل فني جديد “موضوعه ولادة سوريا الجديدة”، مؤكداً أن السوريين “سعداء بهذه الولادة في بلدي، بلد ليس فيها معامل كبتاغون للسلطة”.

وكان الفنان السوري قد نشر مقطع فيديو عبر صفحته على فيسبوك، بدأه وأنهاه بلقطات من مسرحيته الشهيرة “كاسك يا وطن”، التي قدمها عام 1978، مهنئاً السوريين بـ”الولادة الجديدة” لبلادهم، داعياً إياهم ليكونوا “يداً واحدة بكل طوائفنا وانتماءاتنا السياسية”.