قال رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي، فجر الأحد، إنه مستعد "للتعاون" مع أي قيادة يختارها الشعب ولأي إجراءات "تسليم" للسلطة، مع إعلان فصائل المعارضة هروب "الطاغية" بشار الأسد بعد دخول قواتها العاصمة دمشق.
ودعا قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، من جهته مقاتليه إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مؤكدا أنها ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى "تسليمها رسميا".
وبعد هجوم بدأته في 27 تشرين الثاني/نوفمبر من محافظة إدلب التي كانت تسيطر على أجزاء كبيرة منها، تمكنت هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها من السيطرة تدريجا على مدن كبرى في البلاد من حلب شمالا وحماة وحمص في الوسط، وصولا إلى دمشق.
وخرجت محافظات أخرى في شرق البلاد وجنوبها عن سيطرة النظام بعد سيطرة مقاتلين محليين عليها وانسحاب القوات الحكومية منها.
وأعلنت فصائل المعارضة فجر الأحد إسقاط نظام بشار الأسد مع دخولها إلى العاصمة، بعد أكثر من 13 عاما على انطلاق التظاهرات الشعبية المناهضة للنظام والتي تحوّلت إلى نزاع دام، تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
وبعد دخول فصائل المعارضة إلى العاصمة، أعلن الجلالي في كلمة بثّها عبر حسابه على موقع فيسبوك أن "هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية، دولة تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم، ولكن هذا الأمر متروك لأي قيادة يختارها الشعب السوري. ونحن مستعدون للتعاون معها بحيث نقدم لهم كل التسهيلات الممكنة".
وأكّد الجلالي "سأكون في مجلس الوزراء صباحا ومستعد لأي إجراءات للتسليم".
بدوره، قال الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، بدلا من لقبه العسكري، في بيان نشر على حساب المعارضة على تطبيق تلغرام "إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يمنع منعا باتا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميا، كما يمنع إطلاق الرصاص في الهواء".
وفي رسائل نشرتها عبر تطبيق تلغرام، قالت فصائل المعارضة "الطاغية بشار الأسد هرب".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته إن الأسد غادر سورية عن طريق مطار دمشق الدولي الذي أخلاه الجيش والقوات الأمنية.