"تفاؤل حذِر" في إسرائيل إزاء هدنة في غزة... ما الجديد بشأن الاتفاق المحتمَل؟

juoAm.jpg

في ظل التقارير التي تتحدث عن محاولات بدء المفاوضات والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة للدفع نحو ذلك؛ يسود في إسرائيل تفاؤل حذِر بشأن التوصل لاتفاق تبادُل أسرى؛ مصدر إسرائيليّ مطّلع: "المشكلة ليست في حماس، بل في إسرائيل".

أشارت تقارير إسرائيلية إلى "تفاؤل حذِر" لدى تل أبيب، بشأن احتمال التوصُّل إلى اتفاق لتبادُل أسرى، وهدنة في قطاع غزة، فيما يتوجّه وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إلى الولايات المتحدة، لإجراء محادثات بشأن ذلك.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11") أنه "تم تسجيل بعض التقدّم من قِبل حماس في الموضوع محل الخلاف بين إسرائيل وحماس، في إطار الاتصالات مع مصر".

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في حديث مع والدة رهينة إسرائيلية، إن "الظروف مهيّأة لعودة الرهائن بعد انتهاء الحرب في الشمال (مع حزب الله بلبنان)".

وأضاف أن هناك "أشياء تحدث خلف الكواليس، ولا يمكنني الإفصاح عنها".

وقال مصدر إسرائيلي إن حماس "تصر على موضوع إنهاء الحرب، وبدون التفاهم مع إسرائيل في هذا الشأن، لن يتم تحقيق أي اختراقة (انفراجة)"، وفق "كان 11".

ولفتت إلى أن قضية إنهاء الحرب لها جوانب سياسية ومعارَضة من بعض وزراء حكومة نتنياهو، الذي يُجري الليلة، مشاورة أمنية مع وزير أمنه، يسرائيل كاتس، ورؤساء الأجهزة الأمنية، بشأن هذه القضية.

"المشكلة ليست في حماس بل في إسرائيل"

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ ("واينت")، مساء الأحد، أنه في ظل التقارير التي تتحدث عن محاولات بدء المفاوضات والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة للدفع نحو ذلك؛ يسود في إسرائيل تفاؤل حذِر بشأن صفقة رهائن (الإسرائيليين المحتجزين في القطاع)".

ولفت التقرير إلى أن هناك أربعة عوامل مركزية "تكمن في قلب هذا التفاؤل: أن وقف إطلاق النار في لبنان قد ينعكس على غزة، وقلق حماس من أن تُترك بمفردها وتخشى من احتمال أن يزيد الجيش الإسرائيلي قوّاته في غزة، بعد وقف إطلاق النار في لبنان؛ ودعم الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لخطوة (الرئيس الأميركي، جو) بايدن؛ والإرهاق لدى الجميع" من استمرار الحرب.

وفي الصدد ذاته، لفت التقرير إلى أن ترامب وعلى النقيض من تصريحاته السابقة، فإنه "مهتم الآن بالدفع نحو التوصّل لصفقة، حتّى قبل عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير، بل إن الرئيس المنتخَب قد نقل لنتنياهو رسالة مفادها أن إسرائيل يجب أن تنهي الحرب، قبل تغيير السلطة في الولايات المتحدة".

ونقل التقرير عن مصدر وصفه بالمطّلع على التفاصيل، أن "المشكلة ليست في حماس، بل في إسرائيل".

من ناحية أخرى، قال مسؤول إسرائيليّ وصفه التقرير برفيع المستوى، أنه إذا وافقت حركة حماس، على "نفي رمزيّ لقيادات حماس من غزة، فقد يكون من الممكن التوجه نحو صفقة تتضمن وقف الحرب"، مشدّدا على أنه "لا يمكن أن يتيح نتنياهو صورةً لعودة حماس إلى السُّلطة".

"فرصة لتوسيع الخيارات"

وقدّر مصدر إسرائيلي آخر، أن الأطراف ستجد صيغة وجملا ملائمة "لتبرير نهاية الحرب".

وأشار إلى أن جميع المعنيين بالمفاوضات، "يدركون أن حماس لن تتنازل عن هذا الأمر (إنهاء الحرب)، أو على الأقل ستصرّ على الحصول على ضمانات لإنهاء الحرب، بعد المرحلة الإنسانية الأولى".

ونقل "واينت" عن مسؤول إسرائيلي رفيع، لم يسّمه، أن "هذه فترة ديناميكية، وهناك فرصة لتوسيع الخيارات، ونحن نبحث الوضع، ونتصرّف وفقا لذلك".

وذكرت القناة الإسرائيلية 12، أن حزب "عوتسما يهوديت" الذي يترأسه المتطرف إيتمار بن غفير، يعارض التوصل لاتفاق في غزة، مشيرة إلى أن اعتراضه الأساسي يتعلّق برفض الإفراج عن أسرى فلسطينيين، كانوا قد أُدينوا يتنفيذ عمليات.

ديرمر إلى واشنطن

وفي سياق ذي صلة، يتوجّه وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إلى الولايات المتحدة، خلال الأسبوع الجاري، لإجراء محادثات مع إدارة بايدن ومع مستشاري الرئيس المنتخَب ترامب.

وبحسب ما ذكر موقع "واللا" الإخباريّ، نقلا عن مصدرين مطّلعين، فإن ديرمر سيبحث في واشنطن الحرب على غزة، والاتفاق المحتمل لتبادُل أسرى، والملفّ الإيرانيّ.

وذكرت المصادر أنه يُتوقع أن يزور ديرمر واشنطن وميامي، لكن في هذه المرحلة "ليس لديه لقاء مخطط له مع الرئيس المنتخب ترامب".

وفي العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، زار ديرمر ميامي والتقى بترامب.