اعتبر البيت الأبيض أنّ الفيديو الذي بثّته كتائب القسام، السبت، للجندي الإسرائيليّ الأسير في غزة، والذي يحمل الجنسية الأميركيّة، بأنّه "تذكير قاس". وقال إنّ الحرب يمكن أن تنتهي غدًا، وكان يمكن أن تنتهي منذ أشهر، لو وافقت حماس على إطلاق سراح الأسرى لديها، بحسب زعمه.
يسعى ترامب لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة قبل توليه منصبه. ويقول السيناتور ليندسي غراهام إن ترامب يريد إنهاء الحرب وتحرير الأسرى في أسرع وقت ممكن
وجاء نشر فيديو جديد للجندي الإسرائيلي الأميركي الأسير في غزة، عيدان الكساندر، في الوقت الذي شهدت العاصمة المصرية القاهرة، جولة جديدة من المفاوضات المتعلقة بالوضع في قطاع غزة، وذلك في إطار جهود الوسطاء لوقف العدوان الإسرائيلي.
وأشار البيت الأبيض إلى أنّ ثمّة مقترح اتفاق على الطاولة حاليًا لوقف الحرب وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن الرئيس الأميركي بايدن سيواصل العمل للتوصّل لاتفاق للإفراج عن الأميركيين عبر الدبلوماسية والضغط على حماس بالعقوبات، أو إجراءات قانونية وتدابير أخرى.
ويحاول بايدن في آخر شهرين من ولايته، الوصول لاتّفاق لوقف إطلاق النار، غير أنّ عدم تحقيق أي تقدّم واضح في الأسابيع الأخيرة، يشير إلى أن الأمر قد يقع على عاتق ترامب.
وفي مقابلة مع موقع أكسيوس، قال السيناتور الجمهور ليندسي غراهام، إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يريد رؤية اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة قبل توليه المنصب في 20 كانون الثاني/يناير.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن إدارة ترامب قد تتخذ نهجًا مختلفًا تجاه غزة، خاصة فيما يتعلق بما سيحدث "في اليوم التالي" للحرب. لكن غراهام الذي يتحدّث مع ترامب ويقدّم له المشورة بشأن السياسة الخارجية، قال إن ترامب يريد اتفاقًا لتحرير الأسرى وإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، ويفضّل أن يكون ذلك قبل توليه المنصب، ليتمكن من التركيز على أهدافه في السياسة الخارجية في المنطقة، مثل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وإقامة تحالف إقليمي ضد إيران.
وناقش بايدن وترامب اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماعهما الذي استمر ساعتين في المكتب البيضاوي قبل أسبوعين. وجرى التطرّق للقضية أيضًا خلال اجتماع بين مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ومستشار الأمن القومي القادم لترامب، النائب مايك والتز، وفي محادثة بين كبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط بريت ماكغورك ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقد أخبر بايدن نتنياهو خلال مكالمة هاتفية بينهما الثلاثاء الماضي، أنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، يجب التركيز على التوصل إلى اتفاق في غزة، وردّ نتنياهو بالقول إنه يعتزم المحاولة.
وبالعودة للقاهرة، فقد شهدت جولة جديدة من المفاوضات المتعلقة بالوضع في قطاع غزة، بناءً على دعوة من الجانب المصري ضمن جهود الوساطة، لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، شارك فيها وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، وكذلك الجهاد الإسلامي برئاسة محمد الهندي، ووفد حركة فتح برئاسة روحي فتوح.
وصرّح الناطق الرسمي باسم حركة حماس، جهاد طه، لصحيفة "العربي الجديد" بأن زيارة وفد حماس تأتي في سياق الجهود والمساعي التي يقوم بها الوسطاء لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأن "حركة حماس منفتحة على المقترحات التي من شأنها وقف إطلاق النار والانسحاب، ومعالجة كافة القضايا التي خلّفها العدوان المستمر، ووقف مسلسل المجازر وحرب الإبادة".
وقال إنّ "إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني داخلي يتم التفاهم عليه مع كافة مكونات شعبنا الوطنية، وهذا بحاجة إلى تضافر الجهود بما يخدم قضايا شعبنا وحقوقه المشروعة".
وتناقش اللقاءات سبل إنهاء العدوان وتحقيق التهدئة، ويتوقع أن تشمل كذلك بحث النقاط الخلافية المتعلقة بإدارة قطاع غزة، وتحقيق المصالحة الداخلية بين الفصائل، بما يضمن وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات الراهنة.