أين العرب من اعتقال نتنياهو..لم يجرؤا حتى ولو بالكذب!!

5ipj-24-730x438.jpg

علاء مطر

صحيح أن قرار محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت، لم يكن مفاجئا، لكن المفاجئ هو أن معظم عواصم دول العالم قد أعلنت نيتها اعتقال نتنياهو في حال هبط على أراضيها، إلا عواصم الدول العربية والإسلامية، التي لم تتجرأ حتى على الكذب علينا في هذا الأمر.

نعم، إن أغلبية دول العالم من شرق الأرض حتى غربها، والتي لا تربطنا بهم لا لغة ولا دين ولا نسب، أعلنت وبشكل صريح أنها ستنفذ قرار المحكمة الدولية، لكن أي من دول العالم العربي الشقيق، الذين تربطنا بهم لغة ودين وأخوة الدم، لم تتجرأ أن تفتح فمها ولو بكلمة واحدة تعبر فيها عن دعمها لقرار الجنائية الدولية أو نيتها تنفيذ القرار الدولي.

لكن من يفكر جيدا، يعرف الحقيقة المرّة المتمثلة في أن القرار العربي مسلوب، وأن القرار الإسلامي الرسمي ضائع وغائب، وللتذكير فإنه لولا مبادرة دولة جنوب افريقيا بمحاكمة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية لكان القرار الدولي أيضا مسلوبا ولا يلقي بالا لكل جرائم الاحتلال في غزة والتي دخلت شهرها الـ14 على التوالي.

لقد كشفت حرب إسرائيل على غزة أن القيادات الفلسطينية من كل الفصائل دون استثناء في غيبوبة طويلة، ويتصرفون بشكل متبجح وفارغ من المضامين..إنهم يتحركون من دون خطة سياسية واضحة وموحدة، وترى بعضهم يرد على أكبر عدوان يتعرض له الشعب الفلسطيني ببيت من الشعر وقصائد المديح!!أهكذا يتم الرد؟

الحقيقة، هي أن القيادات الفلسطينية في واد والشعب في واد آخر، وهذا ما نستشفه عندما نرى صور الأطفال والنساء والشيوخ في غزة يصطفون على طابور الماء وتكيات الذل، لكن هذا لم يقنع الفصائل الفلسطينية بأن تتحدث عن رؤية وطنية موحدة، وترى كل فصيل يتحدث عن رؤيته الوطنية لوحده، وكأن ما يحدث في غزة مجرد معركة صغيرة وليست حرب إبادة وأكبر مقتلة إسرائيلية أمريكية تجري بحق شعبنا.

كما كشفت الحرب أيضا، أنه لا يوجد قرار سياسي رسمي عربي وطني، وأن العرب قد أجرّوا عقولهم ونفطهم وضميرهم لتل أبيب وملاهي الغرب دون ثمن حتى، لقد أصبح الأمر مقززا لأنهم يكررون ذات الكلام وذات البيانات، حتى صرنا نحفظها عن ظهر قلب.

لست من المتفائلين بوجود حلول فلسطينية أو عربية في الأيام القريبة، لكنني متأكد بأن حل القضية الفلسطينية سيكون عند الأجيال القادمة ومن العواصم الغربية وليست العربية الإسلامية، وأتحدى أي شخص بعد انتهاء الحرب يزعم بأنه قائد أن يرشح نفسه لأي انتخابات، حتى لو كانت انتخابات لمن يرفع سكينة الكهرباء في الحي الذي يسكنه !.