بعد أسابيع من التعلم عن بُعد.. الآلاف من طلبة الجليل يعودون لمقاعد الدراسة

عاد الآلاف من الطلبة في البلدات العربية في منطقة الجليل، صباح اليوم الخميس، لمقاعد الدراسة بعد أسابيع من التعلم عن بُعد بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، ما أسفر عن مقتل 7 ضحايا من الفلسطينيين في أراضي 48، بواقع 40% من إجمالي قتلى القذائف الصاروخية التي أُطلقت من لبنان أو الصواريخ والشظايا الاعتراضية الإسرائيلية.

كما أدى التصعيد لحالة خوف وقلق إثر دوي صافرات الإنذار وسقوط صواريخ بشكل شبه يومي في عدد من البلدات العربية بالجليل.

وفي شفاعمرو، عاد طلاب مدرسة الفوار "ج" الابتدائية للتعلم وجاهيا، دون أن تعود معهم المربية صفاء عواد قط، التي قُتلت جراء سقوط صاروخ بشكل مباشر على منزلها بالمدينة.

وقال الطالبان أحمد ويوسف حجيرات لـ"عرب 48" إن "المعلمة صفاء غالية علينا جدا، بكينا عليها بشدة، ونشعر بألم كبير جراء هذا الفقدان. المعلمة صفاء علمتنا وتحدثنا إليها عدة مرات، وكانت قائمة على تمرين الطوارئ في المدرسة في ذات اليوم البذي توفت فيه".

وأشار الطالبان إلى "الحماس لعودة المدارس والتعلم وجاهيا، ولرؤية الزملاء والأصدقاء وقضاء الوقت سوية، إذ أن التعلم عن بُعد فوائده قليلة ويعزز الشعور بالملل وعدم فهم المواد".

وقالت مديرة مدرسة الفوار "ج" الابتدائية، علا عنبتاوي، لـ"عرب 48" إن "حدث وفاة المعلمة صفاء جدا أليم وصعب، وقد مررنا بأيام سوداء كانت مثل الحلم أن نفقد معلمة وصديقة وزميلة وغالية علينا دون أن نتوقع".

وأكملت أنه "أعلنا 3 أيام حداد في المدرسة، وكان بيت للعزاء أيضا في المدرسة. علمت المعلمة صفاء في هذه المدرسة ما يزيد عن 25 عاما، ويعتبر بيتها الثاني خصوصا وأنها تسكن بنفس الحي. تواجد المعلمات مع بعضهن البعض خلال أيام العزاء ساعدنا بشكل كبير في هذه المرحلة".

وفي سياق العودة للتعليم الوجاهي، قالت عنبتاوي "كان لدينا صعوبة في كيفية العودة للتعليم، لكنها كانت رجعة مدروسة ومخطط لها، وقد رافقنا مختصون نفسيون، وبدأنا اليوم بفعاليات ونشاطات لتغيير الجو العام الذي ما زال متأثرا بالحرب ووفاة المعلمة".

وختمت عنبتاوي حديثها بالقول إنه "بات هناك شعور بالطمأنينة بعد وقف إطلاق النار، شعور بالراحة لمعرفة أنه لا يوجد إطلاق صواريخ أو مسيّرات أو صافرات إنذار التي كانت تقلب اليوم رأسا على عقب".