أعلنت الأمم المتحدة من جديد، أن السلطات الإسرائيلية لا تزال تعرقل وصول المساعدات الإنسانية لسكان مناطق شمال قطاع غزة.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أنه تقدم هذا الشهر بإحدى وأربعين محاولة للوصول إلى الفلسطينيين المحاصرين في مناطق شمال غزة بمساعدات منقذة للحياة، وأضاف: “لكن السلطات الإسرائيلية لم تُيسر أيا من هذه المحاولات”.
وأعاد “أوتشا” التذكير في تصريح نشر على موقع الأمم المتحدة، بأن القانون الدولي الإنساني، يحتم حماية المدنيين وضمان تلبية احتياجاتهم الضرورية للبقاء على قيد الحياة، سواء بقوا في أماكنهم أو فروا منها.
ونقل الموقع عن فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، قوله “إن السلطات الإسرائيلية رفضت 37 من هذه البعثات الإنسانية، أما البعثات الأربع التي تمت الموافقة عليها فقد قُوبلت بعوائق على الأرض ولم تحقق سوى جزء من مهامها”.
وأشار إلى أن أجزاء من شمال غزة تخضع للحصار لأكثر من 50 يوما، فيما تتواصل الأعمال القتالية، وأضاف: “إن المدنيين هناك يتعرضون لقصف مكثف وبحاجة ماسة للمساعدة”.
وأكد في ذات الوقت أن الأسر التي فرت من شمال غزة بحثا عن الأمن والمأوى في مدينة غزة، تواجه أيضا شحا بالغا في الإمدادات والخدمات بالإضافة إلى الاكتظاظ وظروف النظافة السيئة.
وأشار إلى أن جميع العاملين في المجال الإنساني “يواجهون أوضاع صعبا للغاية بسبب انعدام الأمن والنهب المسلح”، وقال: “لذا طلبنا مرارا توفير مزيد من نقاط الدخول إلى غزة ومزيد من الطرق للتوزيع بأنحاء القطاع”.
وبسبب قلة الطعام في قطاع غزة، خاصة في مناطق الشمال، يواجه السكان خاصة الأطفال وكبار السن الإصابة بأمراض “سوء التغذية”، التي تهدد حياتهم بخطر الموت.
وفي السياق، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” أن الجوع في غزة وصل إلى مستويات حرجة، لافتا إلى أن الناس يبحثون حاليا عن بقايا الطعام في النفايات التي مضى عليها أسابيع.
وأكدت وهي تتحدث عن تفاقم الأزمة، أنه مع دخول فصل الشتاء، “تتدهور الأوضاع بسرعة، ويصبح البقاء مستحيلا بدون مساعدات إنسانية عاجلة”، وشددت على ضرورة وقف إطلاق النار.
وتزداد مأساة سكان غزة في هذه الأوقات، مع حلول فصل الشتاء، حيث تزداد المخاطر على مئات آلاف النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في أماكن إيواء مؤقتة، بسبب تراكم مياه الصرف الصحي في المناطق المكتظة بالسكان بما يعرضهم لمخاطر تفشي الأمراض.
كما تزيد هذه العوامل أيضا من مخاطر انهيار المباني المتضررة والتي تقيم بها أسر نازحة.
وبسبب موجة المطر الأخيرة تضررت نحو 7000 أسرة تقيم في أماكن إيواء مؤقتة على ساحل بحر غزة، بسبب الأمطار الغزيرة، بعد أن غمرت المياه آلاف الخيام وأتلفت متعلقات الناس وأماكن إيوائهم.