هل تفسد "مرونة الجدين" مع الأطفال قواعد التربية الصارمة؟

غالباً ما يطرح العديد من الآباء السؤال التالي "هل من الضروري أن تتفق أساليب  التربية التي يتبعها الأجداد مع تلك التي يتبعها الأهل؟" الجواب، حسب الاختصاصية في العلاج الأسري  فلورنسا بيكن، "ليس بالضرورة".
فكما تشير، قد يختلف النهج التربوي بين الأجيال، لكن هذا لا يشكل مشكلة كبيرة إذا تم التأكد من الاتفاق على القيم الأساسية.

لكن يبدو أن الأطفال ينظرون إلى الأمر من زاوية أخرى، حيث ينتظرون وصول الجدين بشوق لتجربة أجواء مختلفة عما يعيشونه مع الوالدين، فقد يُسمح لهم ببعض المرونة مثل تناول الحلويات أمام التلفاز، أو عدم إتمام وجبات الطعام إن لم تعجبهم.

وبينما قد تبدو القوانين أقل صرامة، لا يشعر الأطفال بالارتباك من هذا التباين بين المنزلين؛ إذ إنهم قادرون على التمييز بين ما هو مقبول في كل مكان، وفقًا لما ذكرته بيكن.

الاحترام المتبادل أساس التفاهم

إلا أن الاختصاصي في السوسيولوجيا إريك دونفو يشير إلى ضرورة أن تكون هناك توجيهات واضحة من الأهل للجدّات، وخاصة عندما يتحول هذا الاختلاف إلى مصدر نزاع. فالأهل هم من يجب عليهم تحديد القواعد وشرح كيفية تطبيقها، وفقًا لما صرح به لمجلة "Psychologies".

وتؤكد الطبيبة النفسية مادلين ناتانسون أنه من المهم التوضيح للأطفال بأن القواعد في المنزل هي التي تسود، حتى وإن كان الجدّان يعاملانهم بشكل مختلف.

المزيد من الذكريات الجميلة للأطفال

وفي النهاية، كما تضيف بيكن، فإن ما يبقى في ذاكرة الأطفال هو الذكريات الجميلة واللحظات المميزة التي يقضونها مع الجدّات. لذا، من الأفضل للأهل أن يتقبلوا هذا الاختلاف في الأساليب التربوية؛ لأن هذه الاختلافات قد تساهم في صنع ذكريات لا تُنسى.

وقد تكون الاختلافات التربوية بين الأهل والجدّات مصدرًا لفرص لاكتساب الخبرات، ولكن الأهم هو الحفاظ على تناغم القيم المشتركة؛ ما يتيح للأطفال التمتع بطفولة غنية ومليئة باللحظات السعيدة.