تنمية ثقة الأطفال بأنفسهم في ظل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، التي تزرع مشاعر "النقص والمقارنة"، هو تحدٍّ كبير يواجهه الآباء اليوم. ورغم كفاحهم الدئم لإخراج طفل "واثق" إلى الحياة، إلا أن بعض طرق الدعم التي يتبعها الآباء قد تكون غير مجدية.
وأوضحت اختصاصية علم النفس التنموي إليزا بريسمن، المشاركة في تأسيس مركز التربية بمستشفى جبل سيناء ومؤلفة كتاب "مبادئ التربية الخمسة"، أن "القدرة تبني الثقة، وليس الثناء".
وأضافت: "إخبار طفلك أنه مذهل لن يجعله يشعر بذلك. ما يمنحه الثقة هو اكتسابه للمهارات"، مشيرةً إلى أن هذه المهارات ليست بالضرورة في أنشطة كالعزف أو الرياضة، بل قد تكون في أمور بسيطة كإعداد الطعام أو ترتيب الأطباق.
وتابعت بريسمن أن الآباء "يميلون للقيام بكل شيء عن أبنائهم حتى في الأمور التي يمكنهم إنجازها، ثم يمتدحونهم، وكأن ذلك يبني ثقتهم". وترى بريسمن أن دعم الآباء يعزز ثقة الأطفال، لكنهم بحاجة لرؤية أنفسهم وهم يكتسبون "المهارات".
وأشارت دراسة من جامعة مينيسوتا إلى أن الأطفال الذين ساهموا في المهام المنزلية كبروا ليصبحوا أكثر اعتمادا على أنفسهم مقارنة بمن لم يكن لهم مهام منزلية أو بدؤوا بها في سن المراهقة.
وتنصح بريسمن الآباء بعدم تصحيح أعمال أطفالهم، بل تركهم يتحسنون بالممارسة. كما تؤكد اختصاصية علم النفس العصبي سنم حفيظ، على ضرورة إفساح المجال للأطفال لحل مشكلاتهم، وتقول: "ادعموهم لكن لا تتسرعوا في إصلاح كل شيء. دعوهم يعبرون عن مشاعرهم، وأخبروهم أنكم دائما تدعمونهم وتحبونهم بلا قيد".
ويؤكد الخبراء أن تقوية الثقة بالنفس تستغرق وقتاً، لكن النتائج تستحق. وكما تقول بريسمن:"الأطفال الواثقون بأنفسهم يتخذون قرارات أفضل، ويكونون أكثر عطاءً للآخرين"