كشف إعلام عبري، السبت، عن قلق إسرائيل من فرض عقوبات دولية عليها، تشارك فيها الولايات المتحدة وتشمل حظرا لتوريد الأسلحة وذلك بعد تحذير تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “IPC”من احتمال حدوث مجاعة شمال قطاع غزة.
ونقلت هيئة البث الرسمية عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، قولها، إن تل أبيب “قلقة إزاء احتمال فرض عقوبات دولية، قد تفرضها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على إسرائيل، تشمل حظر توريد أسلحة، بعد صدور التقرير الأممي عن التدهور الخطير في توزيع الغذاء شمال قطاع غزة، نتيجة العملية العسكرية هناك”.
والجمعة، حذر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “IPC” (فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات) من وجود “احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال غزة، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي إبادة شمال قطاع غزة.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة: “هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع، من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي”.
وقالت هيئة البث إنّ تقارير المركز الدولي للأزمات يحظى بمصداقية عالية في الغرب.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أنه من المتوقع أنّ يعلن المركز “حالة مجاعة” والدعوة لاتخاذ تدابير عاجلة.
وقالت المصادر إن إعلان (IPC) عن حالة المجاعة في شمال قطاع غزة، قد يدفع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لاتخاذ خطوات صارمة تجاه إسرائيل، خصوصاً في ضوء تحذيرات سابقة من واشنطن بفرض حظر أسلحة إذا لم تُحسن إسرائيل الأوضاع الإنسانية في غزة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هددت الولايات المتحدة، تل أبيب، بوقف تزويدها بالأسلحة، في حال عدم تحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
والأسبوع الماضي، بمبادرة تركية، طلبت 52 دولة، ومنظمتان من مجلس الأمن الدولي، اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية، للأناضول، أن أنقرة أطلقت مبادرة داخل الأمم المتحدة لوقف بيع الأسلحة والذخيرة لإسرائيل.
يعاني سكان غزة والشمال من “مجاعة” حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المحافظتين منذ بدء عمليتها البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.
وفي الأسابيع الماضية، بدأت أزمة حقيقة تلوح في وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية.
وفي 5 أكتوبر الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة؛ بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.