"نيتفليكس" تمحو المحتوى الفلسطيني رضوخًا لضغوط إسرائيلية

أدانت جمعيات فلسطينية وعربية، في بيان مشترك صدر اليوم، الخميس، عمل شركة "نيتفليكس" الأميركية على محو الرواية الفلسطينية من منصتها، بعد حذفها 19 فيلمًا ومسلسلًا فلسطينيًا، من بينها أفلام حازت على جوائز وإشادات فنية.

وأوضح الجمعيات أن ذلك يأتي استجابة لضغوط من جماعات صهيونية ومؤسسات مدنية إسرائيلية، مثل منظمة "إم ترتسو". وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة تأتي وسط تضييق متزايد على الصوت الفلسطيني في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، في ظل حرب الإبادة يتعرض لها الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.

ووقع على البيان كل من جمعية الثقافة العربية، كيان – تنظيم نسوي، نساء ضد العنف، مدى الكرمل - المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، جمعية التطوير الاجتماعي، مركز الطفولة - مؤسسة حضانات الناصرة، تشرين، حركة النساء الديمقراطيات، رابطة خريجي روسيا والاتحاد السوفيتي، وجمعية انتماء وعطاء.

وجاء في البيان أنه "في ظلّ حرب الإبادة التي يواجهها الشعب الفلسطينيّ في كافة أماكن تواجده، وتحديدًا في قطاع غزة، تنضم شبكة 'نيتفليكس' للمحتوى البصري إلى الشركات الإعلامية والإنتاجية الكبرى لمحو الصوت الفلسطيني".

وأضاف البيان أن "نيتفليكس" بررت قرارها بحذف المحتوى الفلسطيني بانتهاء تراخيص عرض الأفلام، التي حصلت عليها عام 2021، مشيرًا إلى أن الشركة تجاهلت القيمة الحقوقية لهذه الأعمال ودورها في دعم الرواية الفلسطينية.

وقالت الجمعيات إن هذا القرار يعكس انصياعًا لضغوط مؤسسات وجماعات صهيونية، منها منظمات أميركية، "التي ضغطت بشكل ممنهج على الشركة منذ عام 2021 بهدف محو هذه الأفلام والمسلسلات".

وتابع البيان: "قامت 'نيتفليكس' بمحو معظم المحتوى البصري الفلسطيني، مدعيةً أن ذلك جاء بسبب انتهاء تراخيص العرض، بينما الهدف الحقيقي كان الاستجابة لضغوط مؤسسات عنصرية في إسرائيل ومنظمات صهيونية عالمية."

ووفقًا للبيان، فإن هذا القرار يعد امتدادًا لجهود مستمرة لتطويع شركات إعلامية كبرى لصالح الرواية الإسرائيلية، مما يسهم في تهميش الرواية الفلسطينية وإسكات صوت الفلسطينيين. كما أكد البيان أن "الحصار والإخفاء للصوت الفلسطيني" يأتي في وقت تتصاعد فيه حملات الدعم العالمية لعدالة القضية الفلسطينية.

وأضاف البيان: "مع ميزانية عملاقة تقترب من 300 مليار دولار تملكها الشركة، لا نرى أي سبب أو منطق لسحب الأفلام الفلسطينية من المنصة إلا خدمة لسياسات إسرائيل التي تشن علنًا على الرواية الفلسطينية".

وأكدت الجمعيات الموقعة أن المعركة على الرواية الفلسطينية هي حق إنساني وأخلاقي، وقال البيان: "المعركة على الرواية والحق في التعبير عن حجم الظلم والمأساة التي يتعرض لها الفلسطينيون، والتي لم تستطع حتى المؤسسات الدولية بخطابها الدبلوماسي والتقليدي والذي شابه مرات كثيرة الجلاد بالضحية، هي محاولة نبيلة لعدم محو صوتهم وقضيتهم من خلال مجالات فنية عدة، ومنها الأفلام الروائية والوثائقية".

وأضاف البيان أن هذا الحق يواجه اليوم "خنقًا سياسيًا وحكوميًا في عدة أماكن في العالم، حيث تُلغى العروض الفنية ومشاركات الفنانين المناصرين في أكثر من منصة، وكل خطوة قمعية لهذا الصوت هي مشاركة فعلية في قمع قيم العدالة وحق المظلوم في رفع صوته وتقديم رسالته".