تتضمن السيارات الحديثة أجهزة تتبع وكاميرات وميكروفونات وأجهزة استشعار تلتقط كل تحركاتك، ما يحول هذه المركبات إلى كابوس للخصوصية.
ولسنوات متعددة، كان مصنعو السيارات يتفاخرون بأن سياراتهم عبارة عن أجهزة كمبيوتر على عجلات، حتى دخلت ماركات السيارات بهدوء في مجال الآلات الذكية التي تبتلع البيانات ولديها قوة لا مثيل لها للمراقبة والاستماع وجمع المعلومات حول ما يفعله السائق وأين يذهب في سيارته، ما يجعل السيارات أسوأ فئة من المنتجات عندما يتعلق الأمر بخصوصية المستخدم.
الكثير من البيانات الشخصية
وتجمع السيارات بيانات شخصية أكثر مما هو ضروري وتستخدم هذه المعلومات لسبب آخر غير تشغيل سيارتك.
وتتمتع شركات السيارات بفرص أكثر بكثير لجمع البيانات من المنتجات والتطبيقات الأخرى التي نستخدمها، حتى أكثر من الأجهزة الذكية في منازلنا أو الهواتف المحمولة التي نأخذها معنا أينما ذهبنا.
ويمكن للسيارات أيضًا جمع المعلومات الشخصية عن كيفية تفاعلك مع سيارتك، والخدمات المتصلة التي تستخدمها ومدى سرعتك في القيادة، ومكان قيادتك، والأغاني التي تشغلها وقدراتك واهتماماتك.
ويعد هذا أمرا سيئا بما فيه الكفاية بالنسبة للسائقين، أن يكون للشركات العملاقة التي تمتلك السيارات، كل هذه المعلومات الشخصية في حوزتها، لاستخدامها في أبحاثها الخاصة، أو التسويق، أو أغراض العمل الغامضة للغاية.
مصير البيانات
تقول معظم شركات السيارات إنها تستطيع مشاركة بياناتك الشخصية مع مقدمي الخدمات، ووسطاء البيانات، وغيرها من الشركات.
والأسوأ من ذلك، تقول بعض هذه الشركات إنها تستطيع بيع بياناتك الشخصية لشركات إعلانات ولأطراف ثالثة.
وأيضًا يستطيعون مشاركة معلوماتك مع الحكومات وسلطات إنفاذ القانون.
والاسوأ من ذلك، أننا لا نعرف ما تفعله الشركات بالبيانات الشخصية، ولا تمنح السائقين أي سيطرة على بياناتهم الشخصية ولا تعطيهم الحق في حذفها.
ويبقى مصدر القلق الرئيسي هو أنه من غير المعروف ما إذا كانت أي من شركات السيارات تقوم بتشفير جميع المعلومات الشخصية الموجودة على السيارة.
حافظ على سلامتك
توفر السيارات المتصلة تجربة قيادة مستقبلية اليوم. ولكن للاستمتاع الكامل بميزات السيارة المتصلة بالإنترنت، يجب عليك اتخاذ بعض تدابير الأمان والخصوصية.
وبعد ذلك، يمكنك أنت وسيارتك والركاب الاستمتاع بالقيادة.
وفيما لا يمكنك عمل الكثير، لكن هنالك بعض الأمور التي يمكنك فعلها مثل مراجعة أذونات التطبيقات وحذف البيانات غير الضرورية واختيار عدم مشاركة البيانات عندما يكون ذلك ممكنًا.
كذلك من المهم تأمين هاتفك، كي لا يقوم بدوره بجمع المعلومات عن سيارتك وإرسالها لجهات خارجية قد قمت بمنحنها أذونات رسمية عن غير قصد أثناء تثبيت التطبيقات، أو لجهات مجهولة تتجسس وتجمع المعلومات دون علمك من هاتفك.