تقف الإمارات في صف إسناد ودعم الشعب الفلسطيني على مر عقود، ضمن جهود مستمرة من أعمال تطوير المدن السكنية التي أسس لها المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى كل مشاريع التنمية المستدامة والإسناد المالي..
وتجلى دور الإسناد المباشر والدعم الإنساني الإغاثي الطارئ و الضروري لأهالي قطاع غزة منذ اليوم الأول للحرب الدائرة منذ عام، وتمثلت أشكال المساندة والإغاثة في عدة أوجه تلبي الإحتياجات الأكثر خطورة لتخفيف المعاناة و وطأة الظروف الكارثية..
مبادرات إماراتية لدعم غزة
ومنذ بدء الحرب، سارعت الإمارات إلى إطلاق مبادرات إنسانية لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة وتخفيف آلام المرضى وعلاج المصابين ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني. وقد شملت تلك المبادرات توفير الغذاء، والدواء، والمستلزمات الطبية، إلى جانب التأكيد على ضرورة توفير الحماية للمدنيين وتجنيبهم أخطار الحرب والحفاظ على حياة المدنيين ومرافق الحياة وفقاً للقانون الدولي الإنساني.
الجسور الجوية
وتم إطلاق جسور جوية لنقل المساعدات الإنسانية من مطارات الإمارات إلى مطار العريش في مصر، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي لأهالي قطاع غزة، وبلورة مبادرات مختلفة لتلبية احتياجات المتضررين. حيث تضمنت هذه العملية إسقاط المساعدات عبر عمليات جوية تحت عنوان "طيور الخير"، وتنفيذ حملات إغاثية. كما تم التعاون مع مؤسسات خيرية دولية، ومن أبرزها مؤسسة المطبخ المركزي العالمي "سنترال كيتشين" من خلال تسيير شحنات مساعدات إلى قطاع غزة عبر الممر البحري الذي كان قائماً في وقت سابق.
جهود جماعية
وعملت المؤسسات الخيرية الإماراتية، مثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومدينة الإمارات الإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، بتناغم كامل لتنفيذ أهداف عملية "الفارس الشهم 3". وقد تم فتح باب التطوع للعديد من الأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة بأبوظبي، والمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر الإماراتي والمؤسسات الخيرية في الإمارات.
العلاج خارج القطاع
وأقامت الإمارات المستشفى الإماراتي العائم قبالة ساحل مدينة العريش، ويتوافر فيه 100 سرير، والذي استقبل مئات الحالات للعلاج، كما أقامت المستشفى الإماراتي الميداني في جنوب غزة تحت إشراف فريق طبي إماراتي، ويعمل فيه أكثر من 100 من الكوادر الطبية والصيدلانية وفنيي المختبرات، وتعامل المستشفى مع أكثر من 48 ألفاً و320 حالة لعلاجها منذ افتتاحه في الثاني من ديسمبر 2023.
كما وجه صاحب السمو رئيس دولة الإمارات بعلاج 1000 طفل من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات، وتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها، إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم، إضافة إلى استضافة 1000 فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من القطاع من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجونها في مستشفيات الدولة، واستضافة المرضى وعائلاتهم في مدينة الإمارات الإنسانية التي تعد نموذجاً ريادياً في العمل الخيري، حيث وصل أكثر من 1500 من الحالات المستهدفة.
وفي إطار الدعم المالي، قدمت الإمارات 20 مليون دولار عبر وكالة "الأونروا" إضافة إلى تبرعات أخرى لدعم القطاعات الصحية والغذائية في غزة، كتخصيص المساهمات المالية الداعمة لجهود سيغريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، إضافة الى تقديم منحتين لدعم القطاعين الغذائي والصحي في قطاع غزة لتوفير الدعم الغذائي المباشر، ولدعم القطاع الصحي في غزة، خصوصاً للأطفال بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
حملة "تراحم من أجل غزة"
وأطلقت وزارة الخارجية الإماراتية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي حملة "تراحم من أجل غزة"، والتي شارك فيها أكثر من 24 ألف متطوع. تم خلالها إعداد 71 ألف حزمة إغاثية من خلال فعاليات تم تنظيمها في أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية. كما تم تخصيص 15 مليون دولار دعماً لـ"صندوق أمالثيا"، بهدف دعم الممر الإنساني البحري السابق بين الموانئ القبرصية وغزة.
دعم البنية التحتية والمياه
وفي إطار جهودها المستمرة، وفرت الإمارات مخابز أوتوماتيكية لتوفيره لعشرات الآلاف من الأهالي في غزة، إلى جانب إنشاء محطات تحلية مياه توفر أكثر من مليون غالون مياه يومياً، يستفيد منها مئات الآلاف من سكان القطاع.
وعلى صعيد المساعدات الغذائية عملت الإمارات على إيصال أكثر من 2000 طن من الإمدادات الغذائية بحراً إلى قطاع غزة، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والولايات المتحدة وقبرص والأمم المتحدة، وبالشراكة مع وكالة أنيرا، بالإضافة إلى 300 طن من المساعدات الغذائية إلى شمال القطاع، عبر الممر البحري، وبالتعاون مع مؤسسة المطبخ المركزي العالمي. كما أرسلت 8 سفن مساعدات إلى ميناء العريش، حملت أكثر من 18 ألفاً و500 طن من الإمدادات الغذائية، لإدخالها إلى القطاع وإيصالها إلى الأهالي في مختلف المناطق.