خاطب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قاعة الجمعية العامة شبه الفارغة، صباح الجمعة، بعد أن قررت غالبية الوفود العربية والإسلامية والصديقة مقاطعة الجلسة.
وعندما اعتلى المنصة بدأ الصراخ والاحتجاجات على وجوده متزامنا مع مزيد من الانسحابات حيث انتشر في القاعة نوع من الفوضى لعدة دقائق بشكل عطل بداية الكلمة واضطر رئيس الجلسة إلى أن يدعو عدة مرات لعودة النظام، مستخدما مطرقته مرة وراء مرة.
وكعادتها، دعت البعثة الإسرائيلية مجموعات كبيرة من مؤيدي الكيان للتصفيق لنتنياهو ووزعت هؤلاء على الجناح المخصص للضيوف على جانب القاعة والطابقين الثالث والرابع المخصصين للمدعوين.
بدأ نتنياهو كلمته قائلا إنه لم يكن ينوي الحضور هذه السنة لأن “بلاده في حالة حرب وجودية” لكنه قرر أن يأتي “بعد أن سمع الأكاذيب التي تروج عنه وعن بلده”. ووصف هذه الحرب بأنها صراع بين الحضارة وأعداء الحضارة.
وذكر في كلمته أنه في السنة الماضية جاء وكان على وشك أن يتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية لولا أن أيران عبر وكلائها عطلت تلك الاتفاقية عندما قامت حركة حماس بغزو جنوب إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر بالصواريخ والشاحنات والسيارات وقتلت 1200 شخص وارتكبت كثيرا من الفظائع، مدعيا أن مقاتلي حماس قطعوا رؤوس الرجال (لم يقل رؤوس الأطفال) وخطفوا 250 من عدة جنسيات.
وكرر نتنياهو مرارا أنه لن يرتاح “حتى يعود جميع الرهائن إلى عائلاتهم”.
وقال إن “إسرائيل تدافع عن نفسها على ست جبهات”، ومنها جبهة جنوب لبنان حيث أطلق حزب الله أكثر من 8000 صاروخ منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر. وبعد أسبوعين انضم الحوثيون في اليمن للقتال كما اشترك عملاء إيران في سوريا والعراق والضفة الغربية إلى القتال، ثم دخلت إيران في المعركة بنفسها في نيسان/ أبريل الماضي حيث أطلقت أكثر من 300 صاروخ، ووعد “أنه سينتصر”.
أظهر نتنياهو من المنصة خارطة خضراء سماها خارطة البركة أو النعمة والتي كانت تمثل الوضع في السنة الماضية ثم أظهر خارطة مظللة بالسواد سماها خارطة “اللعنة” وهو حال المنطقة اليوم، و”التي إن انتصرت لن تلحق الأذى بإسرائيل فقط بل بكل دول الشرق الأوسط وما بعدها. وأضاف “لقد تسامح العالم مع إيران
طويلا ويجب أن يتوقف هذا التسامح”. ودعا جميع الدول للانضمام إلى إسرائيل لوقف برنامج إيران النووي والتأكد من أنها لن تحصل على سلاح نووي، “لقد حذرت من برنامج إيران النووي منذ زمن بعيد. لقد استطعنا تأخيره لكننا لم نتمكن من إلغائه. ولكننا لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي”.
تحدث نتنياهو عن انتصارات جيشه في غزة، وادعى أنه دمر نصف قوات حماس ومعظم ترسانتها من السلاح ودمر أنفاقها، وأن الجيش الآن يقوم بتمشيط بقايا وجودها. وقال إن مهمة الجيش الآن هي “إعادة الرهائن”. وادعى أن حركة حماس تسرق الغذاء وتبيعه للمدنيين. وقال إنه لن يسمح لحركة حماس أن تبقى في السلطة بل سيكون هناك إدارة مدنية في غزة بدون حماس. وقال: “أتركوا الرهائن يعودون لعائلاتهم. ممكن أن تنتهي الحرب الآن إذا استسلمت حماس وسلمت سلاحها وأطلقت الرهائن”.
وادعى أن جيشه يتجنب قتل المدنيين في غزة وأنه يسمح لكميات كافية من الغذاء بالدخول إلى القطاع لكن مقاتلي حماس يستولون عليها. وقال إن “محمود عباس يحاول أن يطرد إسرائيل من الأمم المتحدة فهل هذا شريك سلام؟”. واتهم الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وكثيرا من الدول في الجمعية العامة بأنهم “معادون للسامية”.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستهزم حزب الله في لبنان، الذي حوّل شمال إسرائيل إلى منطقة أشباح، “لن نرتاح حتى يعود المواطنون إلى بيوتهم”. وقال مر 18 سنة على قرار 1701. ولم ينفذ حزب الله منه شيئا. وادعى أن مقاتلي حزب الله يطلقون صواريخهم من المدارس والمستشفيات وبيوت المواطنين، “لن نوقف الحرب إلا بعد عودة مواطنينا إلى بيوتهم. لقد قتلنا زعماءهم ودمرنا قواعد إطلاق الصواريخ والحرب ستستمر إلى أن يعود المواطنون بسلام إلى بيوتهم في شمال البلاد”.
ثم أكد نتنياهو أن تل أبيب ستستمر في العمل حتى تحقق اتفاقية سلام تاريخية مع السعودية يتبعها تطبيع عربي وإسلامي. ووعد بالتعاون مع السعودية في كل شيء من الطاقة إلى البيئة إلى الذكاء الصناعي. وقال إن إيران تحاول أن تدمر إمكانية التوصل إلى سلام مع السعودية، لكن التطبيع ممكن أن يحدث بمساعدة الولايات المتحدة.
وختم نتنياهو كلمته بوعد “أن إسرائيل ستنتصر وأن الشعب اليهودي باق إلى آخر الزمان”.