أشارت دراسة حديثة إلى أن تعرض الأطفال المبكر لتفاعلات اجتماعية متنوعة، يمكن أن يساعدهم على تجاوز الصور النمطية لاحقًا في حياتهم.
وأظهرت الدراسة، التي أجرتها عالمة الاجتماع ساسكيا كوك، ونشرها موقع Science Daily، أن الأطفال الذين يتفاعلون مع أشخاص مختلفين في سنواتهم الأولى يصبحون أكثر قدرة على التكيف وأقل تأثرًا بالأفكار المسبقة في المواقف الاجتماعية.
ويمكن أن تشكل الصور النمطية السلوك، وتؤثر في كيفية تفاعل الأفراد مع الآخرين. وتوضح الدكتورة كوك "عندما تفترض شيئًا ما عن الشخص الذي أمامك، قد يغير ذلك طريقة تواصلك معه. على سبيل المثال، قد تتحدث بطريقة مختلفة مع طفل مقارنةً بشخص بالغ“.
وكجزء من الدراسة، قامت الدكتورة كوك بفحص كيفية استجابة المراهقين الذين تعرضوا لبيئات اجتماعية مختلفة في سنواتهم الأولى لتحديات جديدة، وركزت على أولئك الذين كانوا يرتادون دور الحضانة بشكل متكرر في طفولتهم، مما وفر لهم تفاعلات اجتماعية أكثر تنوعًا، بما في ذلك التعرض لمقدمي رعاية مختلفين وأطفال من خلفيات متنوعة.
في سن السابعة عشرة، شارك هؤلاء المراهقون في لعبة تهدف إلى اختبار قدرتهم على التواصل غير اللفظي مع شريك. وتضمنت اللعبة لاعبين يعملان معًا للعثور على شيء ما على لوحة اللعبة، لكن المراهق فقط من كان يعلم موقع الشيء. وكان التحدي يتطلب منهم توجيه شريكهم غير المرئي دون تواصل لفظي، والاعتماد فقط على الحركات لنقل المعلومات.
في أحد السيناريوهات، تم إخبار المراهقين أنهم يلعبون مع طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، وفي سيناريو آخر، تم إخبارهم بأنهم يتعاملون مع شخص بالغ، على الرغم من أن الشخص في كلتا الحالتين كان نفسه. في البداية، عدل المراهقون حركاتهم لتتناسب مع العمر المفترض لشريكهم، حيث شددوا على حركاتهم عندما اعتقدوا أنهم يلعبون مع طفل.
ووجدت الدراسة أن سرعة تخلص المراهقين من هذه الأنماط النمطية تعتمد على تجاربهم الاجتماعية المبكرة، فكان أولئك الذين قضوا وقتًا أطول في دور الحضانة، وتعرضوا لتفاعلات اجتماعية متنوعة أسرع في التعرف على قدرات شريكهم وتعديل استراتيجياتهم بناءً على ذلك. كما لم يستمروا طويلاً في افتراض أن شريكهم طفل، بل اعتمدوا أكثر على أداء الشريك في اللعبة.
واختتمت الدكتورة كوك ملاحظاتها بالقول، إن التعرض المبكر لبيئات اجتماعية متنوعة يساعد الأفراد على أن يصبحوا أكثر تكيفًا في التفاعلات الاجتماعية.