وفاة الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني المشهور بدعم القضية الفلسطينية

نعت نقابة الفنانيين التشكيليين في مصر، الفنان حلمي التوني، أحد أبرز مصممي أغلفة الكتب عربيا ودوليا، الذي توفي، اليوم السبت، عن 90 عاما، كما نعاه وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، في بيان قال فيه إن «الراحل كان أحد حراس الهوية المصرية، وشكّل وجدان جيل بأكمله بأعماله الخالدة».

ونعى الفنان التشكيلي الراحل عديد الفنانين والأدباء ومنهم الرسام أحمد العزب الذي قال عبر منصة «إكس» عن االتوني «صاحب الأسلوب المميز في فن الإخراج الصحفى، ساهم فى تطوير مطبوعات دار الهلال منذ تولى أحمد بهاء الدين إدارتها، كما تميزت أعماله في فن التصوير بالاعتماد على الموتيف الشعبي واستخدام الصيغ التراثية بأشكال معاصرة».

فيما نعته الكاتبة المصرية وأستاذ مساعد اللغويات الفرنسية والترجمة، د. داليا سعودي، عبر حسبها على موقع «إكس» قائلة: «برحيل المبدع الكبير الأستاذ حلمي التوني تنكس راية الفن التشكيلي المصرية والعربية حزناً على أحد أهم فرسانها. ننعي فناناً فريداً أنشأ لغته التشكيلية الخاصة، وأبجديته اللونية الكاملة، ورموزه البصرية الفاتنة، حتى صارت له بصمته التي عُرف بها وعُرفت به». 

وأضافت سعودي «كان حلمي التوني مفكراً تشكيلياً جليلاً. تتوالى في الذاكرة لوحاته: نساء نجيب محفوظ، والعروسة والحصان، وبرتقال فلسطين وهوية مصر الحاضنة الحاضرة دوماً.. وفيما اللوحات تتوالى، تتعالى ضحكاتنا في الطفولة مع ذكرى عرائسه المسرحية.. وأشعار صلاح جاهين تعانق بهجة التوني التشكيلية. كان دوماً هناك منذ تفتحت زهرة الذاكرة، يسكب في وجداننا الألوان».

مسيرة الفنان حلمي التوني 
تخرج الفنان حلمى التوني في كلية الفنون الجميلة العام 1958 وعمل في دار الهلال المصرية لسنوات فور تخرجه، ثم سافر إلى لبنان العام 1973، عاد التوني إلى القاهرة مرة أخرى العام 1982 وأقام عديد المعارض الفردية في مصر ومعظم الدول العربية، وشارك في الكثير من المعارض الجماعية المصرية والدولية، وعمل في مجال الإخراج الصحفي، ويعد من أبرز الفنانين في مجال تصميم الكتاب في العالم العربى، كما ألف وصوّر العديد من الكتب والملصقات الخاصة بالأطفال ونشرت بعدة لغات. 

ورأس تحرير مجلة «وجهات نظر» الشهرية، وأقام عشرات المعارض الفردية في معظم الدول العربية، وشارك في معارض جماعية عربيا ودوليا.

تعتبر أعماله فى مختلف المجالات ذات طبيعة رمزية ومستوحاه من أشكال الفن الشعبى والأساطير، كما صمم لمسرح العرائس شخصية «صحيح لما ينجح» التي ألفها صلاح جاهين، عمل فى تصميم أغلفة الكتب والإخراج الصحفى لعدد من دور النشر حتى بلغ عدد أغلفة الكتب التى رسمها أكثر من ثلاثة آلاف كتاب.

أشرف على إخراج الأعداد الثلاثة الأولى لمجلة «شموع 1986»، صمم عديد الملصقات الحائطية للمسرحيات والافلام، ألف وصور العديد من كتب وملصقات الأطفال والتى نشرت بعدة لغات بواسطة المنظمات التابعة للأمم المتحدة ، ومن مؤلفاته كتاب «ماذا يريد سالم».

 جوائز وتكريمات
حصل التشكيلي الراحل على عديد الجوائز المحلية والعالمية ومنها، جوائز عن لوحاته فى صالون القاهرة «معرض القطن»، وجائزة سوزان مبارك الأولى للتميز في الرسم لكتب الأطفال ثلاث مرات، وجائزة اليونيسيف عن ملصقة للعام الدولى للطفل 1979، وجائزة معرض بيروت الدولى للكتاب لمدة ثلاث سنوات متتالية منذ 1977 إلى 1979، وميدالية معرض «ليبرج الدولى لفن الكتاب» الذى يقام مرة كل ستة سنوات، وجائزة معرض «بولونيا» لكتب الأطفال 2002.