قال موقع “ميديا بارت” الفرنسي إن باختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لـ “حماس” خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران، فإن قيادة الحركة الفلسطينية ستتم من رحم قطاع غزة.
يقال إن يحيى السنوار لم يغادر الأنفاق المحفورة في أرض القطاع الفلسطيني منذ بدء الحرب على غزة، التي بدأت بعد مجازر 7 أكتوبر التي خطط لها ونظمها.
ومنذ عام 2017، كان الزعيم السياسي للحركة الإسلامية في قطاع غزة، وهو الآن يرأس جميع هيئاتها الإدارية، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة (قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة) وخارجها والشتات، على ما يوضح الموقع الفرنسي.
ذكر اسم خالد مشعل، الذي شغل هذا المنصب من عام 1996 إلى عام 2017. ، لكن رغم أنه ولد بالقرب من رام الله، إلا أنه يمثل الخارج، لأنه نشأ في الكويت، وقضى جلّ حياته خارج الأراضي الفلسطينية، يُضيف “ميديا بارت”.
وينقل الموقع الفرنسي عن ليلى سورا، الباحثة في المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية في باريس (كاريب) قولها إن “علاقات خالد مشعل سيئة مع الإيرانيين. لأنه في فترة الربيع العربي، كان ينتقد النظام السوري، وغادرت “حماس” دمشق. كما كان لديه بعض الكلمات القاسية تجاه “حزب الله”. والإيرانيون كانوا يحملون ضغينة ضده”.
واعتبر “ميديا بارت” أن “حماس” لا تستطيع، ولا تريد، أن تغضب إيران، رأس حربة «محور المقاومة»، خاصة أن الحرب على غزة تدخل شهرها الحادي عشر، والمفاوضات لم تحرز أي تقدم، ومَن قادهم باسم الحركة قُتل للتو في طهران.
وينقل الموقع الفرنسي عن خبير جيد جداً في شؤون “حماس” في غزة، قوله: “يحيى السنوار ليس مرتبطاً بالإيرانيين أو القطريين أو المصريين، ولهذا السبب يمكنه قيادة الحركة بأكملها. كما أنه على قناعة تامة بوجوب مصالحة جميع الفصائل الفلسطينية وعدم استثناء أحد، بل بوجوب اختفاء السلطة لأنها لا تخدم سوى الاحتلال”.
وبالإضافة إلى هذه الاعتبارات الإقليمية والداخلية، -يتابع “ميديابارت”-، فإن اختيار يحيى السنوار هو رسالة للحكومة الإسرائيلية، وخاصة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وللمؤسسة الأمنية للدولة العبرية. مفاد هذه الرسالة: “أنتم تغتالون ممثلنا الدبلوماسي الموجود في الدوحة، والذي يقود المفاوضات منذ عشرة أشهر، وهذا دليل على أنكم لا تريدون التفاوض، لذلك نختار الشخص الذي يتفاوض معكم.. من له كلمته في المفاوضات، ولكنه أيضًا من يقود القتال”، تقول ليلى سورا.
وتقول “حماس” أيضاً، بعد عشرة أشهر من المجازر: “نحن في غزة وسنبقى في غزة”.
ويتصدر يحيى السنوار قائمة الرجال الذين قتلوا إسرائيليين، منذ الهجوم الذي قام به الجناح المسلح لحركة “حماس” والفصائل الأخرى والمدنيون الفلسطينيون في البلدات والقرى الإسرائيلية المحيطة بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويعتبر العقل المدبر لهذه العمليات التي تحدّت التفوق الإسرائيلي وجيش إسرائيل ومخابراتها، والتي قتل خلالها 1163 شخصاً، بحسب تعداد فرانس برس، وأسر 252 رهينة.
وتوعدت السلطات الإسرائيلية بالقضاء على “حماس”، ويعد تعيين يحيى السنوار تحدياً آخر لها، حيث زعمت أنها قتلت قائد “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري للحركة الإسلامية محمد الضيف، في يوليو/تموز الماضي. يوم 13 سبتمبر في غارة جوية على المواصي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا وإصابة مئات آخرين.
ميديا بارت: لا يمكن التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دون يحيى السنوار
وشدد “ميديا بارت” على أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى الأسرى الفلسطينيين دون يحيى السنوار.
تمامًا كما أن أي نقاش حول “اليوم التالي” يجب أن يمر عبره. تعيينه رئيساً للمكتب السياسي يجعله محاوراً أساسياً.
وتؤكد تسميته خلفاً للراحل إسماعيل هنية المكانة المركزية التي اكتسبها في الحركة على مر السنين وصعوده، وقضائه ثلاثة وعشرين عاماً في السجن، ثم إطلاق سراحه عام 2011، وانتخابه لعضوية المكتب السياسي في غزة عام 2013، ثم رئيساً لهذا القسم عامي 2017 و2021، يقول الموقع الفرنسي.
لقد فرض السنوار برنامجه المرتكز على الكفاح المسلح؛ ليس كغاية، بل كوسيلة لتعزيز موقف الفلسطينيين في المفاوضات المستقبلية، كما توضح ليلى سورا، موضحة أنه “بعد عشرة أشهر من المجازر في غزة، وصل هذا الخط السياسي إلى توافق داخل حماس. ” .. “ولأنه (يحيى السنوار) يقف على خط يعتبره الغرب متطرفًا، فهو قادر على اتخاذ قرارات جدية. لكن من الواضح أنه لن يغيّر قناعته بوجوب محاربة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل الممكنة”، ينقل “ميديا بارت” عن خبير في شؤون “حماس”.