اعتبر محللون عسكريون إسرائيليون اليوم، الثلاثاء، أن هجوم إيران المتوقع ضد إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، سيكون محدودا ومدروسا وليس واسعا، بينما هجوم حزب الله، ردا على اغتيال القيادي العسكري الكبير في الحزب، فؤاد شكر، قد يكون أوسع ويستهدف مواقع إسرائيلية "عسكرية وإستراتيجية".
وحسب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، فإن التقديرات هي أن إيران ستشن هجمات تستمر يومين أو ثلاثة أيام، وستشارك فيها ميليشيات موالية لها، ستشكل تحديا لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية، وأن هذه الهجمات ستكون "محدودة وليس مدمرة جدا".
وأضاف أن "هذه التقديرات تستند إلى العلم بأن إيران هي دولة ضعيفة، ونظامها يتخوف من تقويض الاستقرار بين السكان. وإذا وجهت إيران ضربة شديدة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ستضطر إسرائيل إلى بذل جهد كبير ولن تحتاج لمساعدة الولايات المتحدة من أجل استهداف 30 بالمئة من صناعة النفط الإيرانية".
وتابع أن "إسرائيل لن تواجه صعوبة في تدمير سدود في إيران، وفي أعقاب ذلك سيكون قحط، والموانئ الإيرانية التي تشكل المصدر الاقتصادي الأساسي كبيرة وقابلة للاستهداف أكثر مينائي حيفا وأشدود، وليس جميع المنشآت النووي الإيرانية موجودة تحت الأرض، وكذلك منشآت الصناعات العسكرية وبضمنها مصانع الطائرات بدون طيار".
واعتبر بن يشاي أن أحد العوامل التي ستلجم ضربة إيرانية شديدة هو أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تحشد قوات في المنطقة للدفاع عن إسرائيل.
وأشار إلى أن التقديرات في إسرائيل هي أن الهجوم الإيراني سيشمل إطلاق صواريخ طويلة المدى من عدة مناطق في عدة دول، وأن عددها سيكون كبيرا جدا ويتحدى منظومات الدفاع الجوي، لكن بن يشاي اعتبر أن "عدد منصات إطلاق هذه الصواريخ محدود"، ولذلك ستطلق ميليشيات موالية لطهران صواريخ من منطقة الحدود العراقية – السورية.
ولفت أيضا أن موعد هذا الهجوم ليس واضحا بعد، "لكن تجهيز هجوم كهذا سيكون معقدا ويستغرق وقتا لأسباب تقنية وتكنولوجية ويستوجب الكثير من جهود التنسيق بين إيران وأذرعها في اليمن والعراق وسورية ولبنان".
وحسب بن يشاي، فإن إيران لا تريد أن يستخدم حزب الله قوة ترسانته كلها، "إذ يريد الإيرانيون أن يحافظ حزب الله، وهو ذراعهم الإستراتيجية الطويلة، على قدراته لاستخدامها في اليوم الذي ستهاجم فيه إيران ومنشآتها النووية"، إلى جانب أن حزب الله سيأخذ بالحسبان رد إسرائيل في حال كان هجومه شديدا.
إلا أن المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اعتبر أن "أداء حزب الله مقلق. وهجوم من لبنان قد يكون موجها ضد أهداف عسكرية وإستراتيجية في شمال البلاد ووسطها، وأن يشمل إطلاق نيران كثيفة بشكل لم تشهده إسرائيل من قبل".
وأضاف أن "التهديد من لبنان أخطر حاليا من التهديد من إيران بسبب عدد الصواريخ التي بحوزة حزب الله، وعدد كبير من الصواريخ الدقيقة لديه، والمسافة القصيرة نسبيا من إسرائيل. ولذلك يوجد استنفار مرتفع في منظومة الدفاع الجوي وأسراب الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، للمساعدة في اعتراض طائرات مسيرة".
وتابع هرئيل أن إسرائيل متأهبة بكل ما يتعلق بالحراسة على كبار المسؤولين إثر احتمال أن ترد إيران وحزب الله بعمليات اغتيال. "وستضطر إسرائيل إلى دراسة ردها وفقا لشدة إطلاق النيران من لبنان وإيران ومناطق أخرى مثل العراق واليمن، والأضرار التي ستحدثها".
ولفت المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، إلى أنه ليس مؤكدا أن هجوم إيران وهجوم حزب الله سيجريان بالتوازي، لكنهما سيكونان منسقان.
وأضاف أن هجوم حزب الله سيستهدف مواقع عسكرية في إسرائيل ومحاولة قتل عسكريين. "وحزب الله قادر على شن هجوم كهذا في أي وقت، وسيستغرق ذلك وقتا قصيرا منذ القرار وحتى التنفيذ".
لكنه اعتبر أن إيران سيستغرقها وقت أطول، وهجومها، بسبب المسافات ونوع الأسلحة التي بحوزتها، يستوجب استعدادات لوقت طويل".
وأشار ليمور إلى أن "إيران تنتظر على ما يبدو مداولات مجلس الأمن الدولي بشأن اغتيال إسماعيل هنية (التي ستعقد غدا)، وبعدها ستقرر كيف سترد. وعندها أيضا، يوجد لدى إسرائيل حيز لرصد واعتراض واسعين، وخاصة أن بإمكانها الاستعانة بالولايات المتحدة وأصدقاء غربيين وعرب آخرين".