ترأّس الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي للبحث في مخاطر اندلاع حرب بين إيران، بينما دعا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بيلنكن أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى “كسر حلقة العنف” بإقرار وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الأسترالية بيني وونغ في واشنطن إنّ “التصعيد ليس من مصلحة أحد، لن يؤدّي إلا إلى مزيد من النزاعات ومزيد من العنف ومزيد من انعدام الأمن. من الضروري كسر هذه الحلقة عبر التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
وأضاف “نحن منخرطون في دبلوماسية مكثّفة، تقريباً على مدار الساعة، لتوجيه رسالة مفادها بكل بساطة أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد”.
وتابع “من الأهمية بمكان كسر هذه الحلقة من خلال التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
وشدّد الوزير الأميركي على أنّ وقف إطلاق النار “سيفتح الاحتمالات لمزيد من الهدوء المستدام، ليس فقط في غزة وإنما أيضا في مناطق أخرى يمكن أن يتمدّد إليها النزاع”.
وأكّد بلينكن على وجوب أن “يجد جميع الأطراف سبلاً للتوصل إلى اتفاق، وليس البحث عن أسباب للتأخير أو للرفض”.
وأضاف “من الملحّ أن تتّخذ جميع الأطراف الخيارات الصحيحة في الساعات والأيام المقبلة”.
وتوعّدت إيران إسرائيل بضربها ردّاً على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
والتقى بلينكن نظيرته الأسترالية فور عودته من اجتماع في البيت الأبيض ترأسه بايدن وشاركت فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس وأعضاء مجلس الأمن القومي.
وعقد الاجتماع في “غرفة العمليات” الشهيرة في البيت الأبيض وتمحور حول “التهديدات التي تشكّلها إيران والجماعات التابعة لها ضدّ إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة“، بحسب الرئاسة الأميركية.
والإثنين، أصيب أميركيون بقصف صاروخي استهدف قاعدة عسكرية في العراق، في هجوم أتى بُعيد مقتل أربعة مقاتلين عراقيين موالين لإيران في غارة أميركية وعلى وقع تزايد المخاوف من تصعيد اقليمي.
وقال متحدث باسم البنتاغون إنّ “ما يُعتقد أنه هجوم صاروخي وقع اليوم ضدّ قوات أميركية وللتحالف (لمكافحة الجهاديين) في قاعدة (عين) الأسد في العراق. تفيد المؤشرات الأولية بإصابة عدد من الأميركيين”.
ولم يحدّد المتحدّث عدد الجرحى ولا مدى خطورة إصاباتهم.
وخلال اجتماعهم في البيت الأبيض، ناقش بايدن وهاريس وأعضاء مجلس الأمن القومي “خطوات الدفاع عن قواتهم المسلّحة والردّ على الهجمات ضد أفرادهم العسكريين بالطريقة والمكان الذي تختاره (الولايات المتحدة)” للتصدي لمثل هكذا هجوم.
وتخشى واشنطن اندلاع صراع إقليمي وقد حذّرت الأحد من أنّها “تستعدّ لكلّ الاحتمالات”.
والإثنين، أجرى بايدن اتصالا بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في إطار الجهود الدبلوماسية الهادفة لمنع تدهور الوضع في الشرق الأوسط الى حرب شاملة.
وقال البيت الأبيض عن الاتصال إن بايدن والملك عبد الله الثاني “بحثا جهودهما لوقف تصعيد التوتر الاقليمي بما يشمل التوصل الى وقف اطلاق نار فوري وصفقة للافراج عن الرهائن”.
وفي عمّان، أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني ان الملك عبد الله الثاني أكد خلال اتصال مع بايدن ضرورة “خفض التصعيد” وإرساء “تهدئة شاملة” في المنطقة كي لا تنزلق إلى “حرب إقليمية”.
ونشرت الولايات المتحدة طائرات مقاتلة وطائرات حربية إضافية في المنطقة لدعم إسرائيل بعدما أشارت تقارير الى ان ايران قد ترد اعتبارا من الاثنين على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.
– “أقصى درجات ضبط النفس” –
وأبلغ بلينكن نظراءه في دول مجموعة السبع في مؤتمر عبر الهاتف الأحد أنّ أيّ هجوم، والذي توقع أن يكون مشتركا بين ايران وحزب الله، يمكن ان يحصل في غضون 24 الى 48 ساعة اعتبارا من الإثنين، كما أورد موقع أكسيوس الإخباري الاميركي.
وأضاف أكسيوس أن بلينكن طلب من نظرائه ممارسة ضغوط دبلوماسية على طهران وحزب الله وإسرائيل “للحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس”.
وشدد بلينكن أيضا على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، حيث استهدفت بعض الفصائل المتحالفة مع ايران القوات الأميركية في وقت سابق في إطار حرب غزة، كما أعلنت الخارجية الأميركية.
ويبدو أن التوترات نسفت آمال الولايات المتحدة في التوصل الى وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحماس في غزة.
ويظهر أنّ بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلاف متزايد بشأن هذه المسألة على الرغم من اجتماعهما في البيت الأبيض قبل أقلّ من أسبوعين.
وقال بايدن الخميس إنه أجرى محادثة هاتفية “صريحة جدا” مع نتنياهو لدفعه الى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وأوضح للصحافيين ان اغتيال هنية “لم يساعد” الوضع.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” وموقع أكسيوس ان المحادثة كانت حامية إذ رفض نتنياهو ما قيل انه يحاول عمدا تخريب جهود التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار والى صفقة للافراج عن الرهائن.