شارك الآلاف في تشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، اليوم الخميس في طهران، بعد اغتياله في العاصمة الإيرانية، في غارة إسرائيليّة.
وتجمّع حشد من المشيعين يحملون صور هنية، وأعلاما فلسطينية في جامعة طهران بوسط العاصمة، وبدأت مراسم التشييع في وقت مبكر من صباح اليوم، في العاصمة الإيرانية، بمشاركة عدد كبير من الأشخاص والمسؤولين، بمن فيهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بحسب وسائل إعلام محلية.
ونشرت وكالة "مهر" الإيرانية مقطعا مصورا قصيرًا لمراسم التشييع، التي شارك فيها عدد من كبار الشخصيات في حماس. ووفقًا لوكالة أنباء "إرنا" الرسمية، فقد شارك المرشد الإيراني علي خامنئي في صلاة الجنازة.
وأعرب العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، عن قلقهم إزاء مخاطر اتّساع نطاق النزاع في الشرق الأوسط، بعد اغتيال هنية في طهران. وبعيد ساعات قليلة على مقتل هنية، التأم مجلس الأمن في جلسة طارئة بناء على طلب إيران وبدعم من روسيا والصين والجزائر.
وقال السفير الإيراني، أمير سعيد إيراواني، إنّه ينبغي على مجلس الأمن الدولي أن "يتّخذ خطوات فورية لمحاسبة إسرائيل على هذا العمل العدواني، بما في ذلك النظر في فرض عقوبات وغيرها من التدابير اللازمة لمنع مزيد من الانتهاكات وإظهار أنّ المجتمع الدولي لن يتساهل مع الأنشطة الإسرائيلية الخبيثة".
وأعرب العديد من أعضاء المجلس، بمن فيهم الصين وروسيا والجزائر، عن إدانتهم الصريحة لاغتيال هنية؛ لكنّ أغلبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن أعربت ببساطة عن مخاوفها من اتساع رقعة النزاع في المنطقة.
وقالت نائبة السفير الياباني شينو ميتسوكو "نخشى أن تكون المنطقة على شفا حرب شاملة"، في حين حذّرت سلوفينيا من أنّ المنطقة "في عين العاصفة".
بدورها، قالت نائبة السفير الفرنسي ناتالي برودهيرست "ندعو إلى تحمّل أكبر قدر من المسؤولية وأقصى قدر من ضبط النفس لتجنّب اندلاع حريق إقليمي".
وقبيل انعقاد المجلس، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من عمليتي الاغتيال اللتين وقعتا بفارق بضع ساعات في بيروت وطهران وراح ضحية الأولى القيادي العسكري الأول في حزب الله فؤاد شكر، وفي الثانية هنية.
وحذّر غوتيريش من أنّ ما حدث في طهران وقبلها في الضاحية الجنوبية لبيروت "يمثّل تصعيدا خطرا".
وأضاف "ينبغي على المجتمع الدولي أن يعمل سويا بشكل عاجل لمنع أيّ عمل يمكن أن يدفع الشرق الأوسط بأكمله إلى الفراغ، مع ما لذلك من آثار مدمّرة على المدنيين".
وخلال جلسة مجلس الأمن، قال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إنّه "من الأفضل عدم التكهن بتأثير الأحداث الأخيرة على السلام والأمن في الشرق الأوسط، فاندلاع حرب أوسع ليس وشيكا ولا حتميا".
وأمس الأربعاء، أعلنت "حماس" وإيران اغتيال هنية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وفيما تلتزم إسرائيل الصمت إزاء ذلك، ألمح رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية تل أبيب عن اغتيال هنية، رغم أنه لم يتطرّق أبدا إلى اغتيال هنيّة في تصريحات أدلى بها، أمس.
وجاء اغتيال هنية في وقت تشن إسرائيل، بدعم أميركي، حربا على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أسفرت عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.