تحديًا للحرب | بطولة كروية في مراكز النزوح شمال غزة

وسط الدمار والظروف القاهرة التي تمر على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، يتحدى الأهالي الحرب بـ "تنظيم بطولة ودّية لكرة القدم"، أعادت إلى الأجواء "شيئًا من الأمل"، وأدخلت "بعض السعادة" إلى قلوبهم المحرومة منها منذ بداية الحرب التدميرية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

مركزا إيواء في مخيم جباليا، قررا التنافس على هذه البطولة، وسط حضور واسع من النازحين الذين "سادت بينهم أجواء حماسية".

المشاركون في البطولة من مركزّي الإيواء، هم لاعبون سابقون في نوادٍ رياضية لكرة القدم، لكن لم تتح لهم الحربُ ممارسة هذه الرياضة.

كما وشارك في هذه البطولة لاعبون أصيبوا في الحرب وآخرون اعتقلهم جيش الاحتلال خلال "عملياته البرية" وأفرج عنهم خلال الأشهر الماضية.

بعض المشجعين في مركز الإيواء (استهدفه وأحرقه جيش الاحتلال خلال "عمليته البرية" في جباليا)، رفعوا لافتات كتب على بعضها "أنا أهلاوي أين نادي القرن وجماهيره من قضيتي".

وتحاول المباراة، وفق قول لاعبين، المساهمة في الجهود المبذولة لأجل "لفت أنظار العالم نحو قطاع غزة"، ولكي "يتعرفوا عن قرب أكثر على المعاناة المستمرة" هناك.

في نهاية المباراة، حصل الفريق الفائز على "كأس" تم إخراجه من تحت ركام مبنى دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.

مدرب أحد الفرق الرياضية، وائل أبو سيف، والذي وُضِع في كلتا قدميه بلاتين خارجي، أوضح، في حديث لوكالة "الأناضول"، أنه أصيب في شهر شباط/ فبراير الماضي، ورغم ذلك "فضلتُ المشاركة في المباراة".

وأضاف: "هي أيضًا رسالة للعالم أننا ما زلنا صامدين رغم الحرب والحصار والظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها شمال القطاع".

من جانبه، قال حكم المباراة، رامي أبو حشيش، إنهم يحاولون من خلال البطولة بين مركزي إيواء، "إضفاء نوع من البهجة في نفوس النازحين".

وتابع: "هذه أيضًا رسالة للعالم أننا شعب يستحق الحياة، وكل ما نبحث عنه هو حقوقنا".

بدوره شرح اللاعب، سيف أبو سيف، أن أغلب المشاركين في المباراة هم "لاعبو كرة قدم لم يمارسوا هذه الرياضة منذ بدء الحرب"، لافتًا إلى أنه "من خلال هذه البطولة نجحنا بصناعة أمل وشيء من لا شيء".

يشار إلى أن المرافق الرياضية في غزة تعرضت للتدمير المتعمد من جيش الاحتلال، وتحولت لأماكن ينزح إليها الأهالي الذين فقدوا منازلهم وهجروا منها بسبب القصف والعمليات العسكرية المستمرة لليوم 293 على التوالي.

وبحسب تقديرات اللجنة الأولمبية الفلسطينية، قبل نحو شهرين، فقدت الرياضة في غزة "أكثر من 183 من كوادرها في شتى القطاعات، سواء أكانوا لاعبين ولاعبات في كل الألعاب من كرة القدم إلى كرة الطائرة، أو الأطقم الرياضية والفنية من مديرين فنيين وحكام وغيرهم، إضافة إلى اعتقال وإصابة العشرات منهم وتسجيل حالات بتر في الأطراف لعدد من اللاعبين".