خلّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة شهداء وعددا من الإصابات ودمارا واسعا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين بمدينة طولكرم ومخيمها، عقب اقتحامهما لأكثر من 15 ساعة.
وشرعت طواقم الأشغال العامة وبلدية طولكرم، عقب انسحاب آليات الاحتلال، في إزالة الأنقاض والسواتر الترابية، التي خلّفها الاحتلال في شوارع المخيم وأزقّته.
وقال رئيس قسم الطوارئ في بلدية طولكرم حكيم أبو صفية للوكالة الرسمية إن ما تعرض له المخيم هذه المرة هو هجمة أوسع وأشمل من الاقتحامات السابقة، فقد تعمد الاحتلال قطع الخدمات الأساسية عن المخيم، وأحدث خرابا أكبر في البنية التحتية من صرف صحي وماء وكهرباء وإنترنت، مضيفا أنه لا يوجد شارع أو زقاق داخل المخيم إلا وطاله الدمار والتخريب.
وتابع أبو صفية أن طواقم البلدية والأشغال العامة توجهت مباشرة إلى المخيم فور انسحاب الاحتلال، بتعليمات مباشرة من المحافظ مصطفى طقاطقة، وعملت على إزالة الأنقاض وأكوام التراب.
وأضاف أن طواقم البلدية أنجزت نسبة كبيرة من أعمال إصلاح ما دمرته جرافات الاحتلال في المدينة من شبكات الضغط العالي للكهرباء في شارع خضوري، وإزالة الأشجار التي تم خلعها وبسطات الخضراوات والمركبات التي تم سحقها وتدميرها.
وأهاب أبو صفية بالمؤسسات والجهات ذات العلاقة تسخير إمكانياتها كافة من طواقم وآليات، لمساندة البلدية في العمل على إزالة آثار الدمار وإصلاح ما دمره الاحتلال قدر المستطاع.
وأدى تجريف البنية التحتية في المخيم إلى إلحاق أضرار في شبكات المياه والكهرباء والاتصالات، ما تسبب في انقطاعها بشكل كامل عن حاراته، كما عاثت جرافات الاحتلال تدميرا وتخريبا في ممتلكات المواطنين وكل ما وقع في طريقها من محلات تجارية ومنازل ومركبات خاصة وعمومية كانت متوقفة على جوانب الشوارع.
وقال مواطنون من المخيم لمراسلتنا، إن جرافات الاحتلال أغلقت العديد من مداخل المنازل والمحلات والأزقّة بالسواتر الترابية بعد تجريف الشوارع بشكل متعمد، وحالت دون خروجهم من منازلهم، ووصفوا هذا الاعتداء بأنه الأقوى من حيث التدمير الواسع للبنية التحتية.
كما أصاب الرصاص الذي أطلقه جنود الاحتلال بكثافة وبشكل عشوائي، نوافذ المنازل وأبوابها، وممتلكات المواطنين ومحلاتهم التجارية، إضافة إلى احتراق أربع مركبات بشكل كامل نتيجة التفجيرات التي أحدثتها قوات الاحتلال في المخيم، ما فاقم معاناة المواطنين الذين تتعرض ممتلكاتهم في كل اقتحام لتدمير وتخريب وتفجير، الأمر الذي يكبدهم خسائر مادية فادحة.
كما ألحقت جرافات الاحتلال أضرارا كبيرة في البنية التحتية بمختلف أحياء مدينة طولكرم، شملت الشوارع الرئيسة في منطقة محيط المستشفى الحكومي، وشارع خضوري، والحي الشرقي، إضافة إلى تخريب بسطات سوق الخضراطات وسط المدينة، وتدمير المركبات المصطفة على جوانب الطرقات، ونصب الشهداء في الحي الشرقي، كما دمرت أعمدة الكهرباء وأصابت خط الضغط العالي في شارع خضوري في الحي الغربي من المدينة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة فيها، إضافة إلى تدمير خطوط المياه وانقطاعها من مناطق عدة.
وجرفت قوات الاحتلال جانبا من شارع نابلس بالقرب من الإشارة الضوئية المحاذية لمدخل مخيم طولكرم الشمالي، وشارع المقاطعة عند مدخل المخيم الغربي.
وأفادت مراسلتنا، بأن قوات الاحتلال أطلقت القنابل الدخانية صوب مجموعة من الصحفيين أثناء وجودهم عند مدخل المخيم لتغطية الاقتحام دون أن يبلغ عن إصابات بينهم.
واستُشهد خلال هذا الاقتحام 5 مواطنين بينهم سيدة وابنتها، جراء قصف مُسيرة للاحتلال منطقة في حارة الحمام في مخيم طولكرم،
والشهداء هم: أشرف عيد زاهر نافع (19 عاما)، ومحمد إبراهيم محمد عوض، ومحمد بديع محمد رضوان، وبيان محمد جمعة سلامة عيد، وقد احتجز الاحتلال جثامينهم بعد التنكيل بها بجرافاته، والشهيدة إيمان عبد الله سالم (56 عاما) التي نُقل جثمانها إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في المدينة.
وأصيب خلال هذا العدوان سبعة مواطنين بالرصاص والشظايا، بينهم من وُصفت إصابته بالخطيرة، وجرى نقلهم إلى مستشفيات طولكرم.
ونعت فصائل العمل الوطني ومؤسسات وفعاليات المحافظة شهداء مخيم طولكرم، ونددت بجرائم ومجازر الاحتلال بحق شعبنا الصامد في غزة والضفة، وأعلنت أن مراسم تشييع جثمان الشهيدة إيمان سالم ستكون غدا الأربعاء بعد صلاة الظهر.