تدعي قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي أن إبقاء قوات بحجم لواء على طول محور فيلادلفيا هو الحل المفضل، بين عدة بدائل، فيما اعتبر ضابط إسرائيلي كبير أنه "يجب السيطرة على المدينة (رفح) كلها"، حسبما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس.
والبدائل التي أعدتها قيادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية في حل الانسحاب من محور فيلادلفيا في إطار مطلب حركة حماس، هي بناء "عائق" تحت سطح الأرض في الجانب المصري، يكون مشابها لـ"العائق" الذي بنته إسرائيل عند حدودها مع قطاع غزة؛ وضع مجسات للتحذير من حفر أنفاق ودخول قوات إسرائيلية؛ تشكيل وحدة عسكرية كبيرة نسبي يطلق عليها اسم "لواء فيلادلفيا"، أي إبقاء قوات إسرائيلية بشكل دائم في هذه المنطقة، بادعاء منع عمليات تهريب.
لكن بالرغم من وضع هذه البدائل، إلا أن قوات هندسية في الجيش الإسرائيلي تعمل حاليا على إزالة أي شيء في منطقة محور فيلادلفيا "لوضع مصاعب أمام حفريات في هذه المنطقة"، وفقا للصحيفة. وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، هذا الأسبوع، عن موقف الجيش الرسمي، وبحسبه أنه "سنتمكن من السيطرة في المحور بطرق متنوعة وبصورة عملياتية".
ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مسؤولين أمنيين إن هليفي قال خلال محادثات مغلقة إنه "ليس صائبا التنازل في هذه المرحلة عن أوراق المساومة الأساسية’ التي لدى إسرائيل في قطاع غزة، وهما المورد الإستراتيجي محور فيلادلفيا ومعبر رفح"، وأنه "إذا كنا سنتنازل عن التموضع في محور فيلادلفيا، فإن الأجدى أن يحدث هذا في نهاية صفقة تحرير المخطوفين".
وفي النقاش الدائر داخل الجيش، حسب الصحيفة، يقول مؤيدو الانسحاب من محور فيلادلفيا إن بإمكان القوات العودة بسرعة عندما يكون هناك مؤشر على حفر أنفاق، بينما يدعي معارضو الانسحاب أنه لا يمكن تنفيذ ذلك في المستقبل، "لأن حماس ستستقر في رفح ولن يكون للجيش الإسرائيلي حرية عمل كتلك الموجودة اليوم". ويعتبر الضباط الذين يعارضون وضع مجسات أنه يجب أن تبقى قوات إسرائيلية في مدينة رفح، بزعم رصد منازل تخرج منها أنفاق.
ويبحث الجيش الإسرائيلي في قضية الجهة التي ستدير معبر رفح، وهذه إحدى القضايا التي تتعالى في المفاوضات. وترفض إسرائيل منذ احتلال معبر رفح إدارته من جانب السلطة الفلسطينية، رغم أن الوسطاء في المفاوضات، الأميركيين والمصريين والقطريين، يؤيدون ذلك، كما أن هذا مقبول على جهاز الأمن الإسرائيلي، لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض ضلوع السلطة الفلسطينية بحل في القطاع، حسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين ضالعين في المفاوضات يقولون للمستوى السياسي، منذ أشهر، إن وجود السلطة الفلسطينية في معبر رفح "سيمارس ضغوطا كبيرة على حماس، لأن خطوة كهذه ستقوض قدرات حماس السلطوية في قطاع غزة".
ولن ترسل الولايات المتحدة والدول العربية قوات مسلحة إلى القطاع، حسب الصحيفة، لكن بالإمكان ضلوع قوة متعددة الجنسيات بوجود حكم مركزي "حتى لو كان حكومة تكنوقراط" مدعومة دولية.
وأضافت الصحيفة أنه توجد تفاهمات مصرية – إسرائيلية حول قضية الإشراف وتفتيش الأفراد والبضائع في معبر رفح، وأن هذا التفاهم ناجم عن "الثقة الموجودة بين الجهات الأمنية الإسرائيلية ونظرائهم المصريين وبدعم أميركي كبير".
في السياق نفسه، ذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية "كان 11"، أن إسرائيل تطرح أمام الوسطاء في المفاوضات إمكانية تسليم معبر رفح إلى جهات فلسطينية، تصادق عليها إسرائيل، وأن تشغل المعبر تحت إشراف أوروبي.
وأضافت "كان 11" أن إسرائيل تطلب باستمرار تواجد قواتها في عدة نقاط في محور فيلادلفيا، وبينها معبر رفح، إلى حين إقامة "العائق" تحت سطح الأرض في محور فيلادلفيا.
وحسب "كان 11"، فإنه خلال مداولات أمنية إسرائيلية، اعترض رئيس الموساد، دافيد برنياع، على موقف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأن ينص اتفاق وقف إطلاق نار على منع انتقال مقاتلين فلسطينيين إلى شمال القطاع، لكن من دون ذكر كيفية إنفاذ ذلك.
ووفقا لبرنياع، فإنه في حال رصد انتقال مقاتلين إلى شمال القطاع فإن هذا سيعتبر خرق للاتفاق، وأنه بالإمكان الالتفاف على حواجز عسكرية إسرائيلية في محور "نيتساريم" في وسط القطاع، وأن بقاء قوات إسرائيل بهدف فصل شمل القطاع عن جنوبه يعني أنه لن يكون هناك اتفاق.
لكن نتنياهو يصر على فصل شمال القطاع عن جنوبه. ونقلت "كان 11" عن مسؤولين إسرائيليين ضالعين في المفاوضات تأكيدهم على أن "مطلب نتنياهو هو تشديد لشروط إسرائيل وتمنع تقدما نحو صفقة".