قادة البحرية الامريكية : نخوض معركة بحرية مع اليمن هي الأكثر كثافة منذ الحرب العالمية الثانية

_132266444_redsea.jpg

وصف قادة في البحرية الأمريكية المواجهة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين الذين يشنون هجمات في البحر الأحمر تضامناً مع قطاع غزة، بـ"المعركة البحرية الأكثر كثافة منذ الحرب العالمية الثانية".

بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية الجمعة 14 يونيو/حزيران 2024، فإن البحرية الأمريكية استعدت لعقود من الزمن لمحاربة الاتحاد السوفييتي، ثم روسيا والصين لاحقاً، لكن بدلاً من ذلك، تجد نفسها في قتال مع جماعة في اليمن. 

الوكالة الأمريكية تواصلت مع عدد من القادة في البحرية الأمريكية ونقلت تقييمهم للوضع في المنطقة بعد أشهر من المواجهات التي استخدم فيها الحوثيون المسيّرات والصواريخ لمهاجمة السفن التي ترتبط بإسرائيل.

وفقاً للوكالة، فقد هاجم الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أكثر من 50 سفينة؛ ما تسبب في انخفاض حجم الشحن البحري عبر الممر الحيوي في البحر الأحمر المؤدي نحو قناة السويس.

من جانبه، قال إريك بلومبرغ من السفينة "يو إس إس لابون" الحربية في البحر الأحمر: "لا أعتقد أن الناس يفهمون حقاً مدى خطورة ما نقوم به وحجم التهديد الذي يواجه السفن".

ووفقاً لأسوشيتد برس لا يتوفر أمام البحارة في السفن الحربية أحياناً سوى ثوان للتواصل مع السفن الأخرى واتخاذ قرار بشأن اعتراض هجمات الحوثيين.

وقال ديفيد ورو العميد البحري المشرف على مدمرات الصواريخ الموجهة إن السفن الحربية تتعامل مع تهديدات مستمرة على مدار اليوم ومنذ أكثر من 7 أشهر.

وذكرت الوكالة أن يوم 9 يناير/كانون الثاني مثلاً شهد التصدي لهجوم من الحوثيين وإسقاط 18 مسيّرة وصاروخي كروز مضادين للسفن وصاروخين باليستيين بفضل تدخل سفن حربية وطائرات.

ويرى بريان كلارك، وهو غواص سابق في البحرية وزميل كبير في معهد هدسون أن المواجهات الحالية هي الأكثف بالنسبة للبحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال: "نقترب من مرحلة يتمكن خلالها الحوثيون من شن هجمات لا تستطيع الولايات المتحدة إيقافها في كل مرة، وسنبدأ حينها في رؤية أضرار جسيمة.. إذا تركت الأمور تتفاقم، سيصبح الحوثيون بقوة أكبر مع قدرات وكفاءة وخبرة".

وتحدث الأدميرال في البحرية الأمريكية مارك ميغيز عن الدور الإيراني في دعم الحوثيين، وقال: "لدينا حالياً ثقة عالية جداً في أن إيران لا تقدم الدعم المالي فحسب، بل تقدم الدعم الاستخباراتي".

وأضاف الأدميرال ميغيز: "نعلم أن الحوثيين تلقوا أيضاً تدريبات لاستهداف الشحن البحري واستهداف السفن الحربية الأمريكية".

ورداً على سؤال عما إذا كانت البحرية الأمريكية تعتقد أن إيران تختار أهدافاً للحوثيين، اكتفى ميغيز بالقول إن هناك "تعاوناً" بين طهران والحوثيين.

و"تضامناً مع غزة" في مواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.

ورداً على هذه الهجمات، بدأت واشنطن ولندن منذ مطلع العام الجاري، شن غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلانها أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تطاله أسلحتها.