ترامب : حال فوزي في الانتخابات سأرحل الطلبة الاجانب الداعمين لفلسطين

ترامب-730x438.jpg

جدد دونالد ترامب، الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، هجومه على الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في حرم الجامعات الأمريكية، والمنددة بإسرائيل وعدوانها على غزة، وقال خلال تجمع انتخابي في وايلدوود بولاية نيوجيرسي أمس السبت: “عندما أصبح رئيسًا، لن نسمح بالاستيلاء

المتطرفين العنيفين على الكليات”، حسب زعمه، رغم أن احتجاجات الطلبة والأساتذة كانت سلمية جدا، وشارك فيها عدد لافت من الطلبة والأساتذة اليهود.

وهدد ترامب بترجيل الطلبة الأجانب المحتجين، وزعم: “إذا أتيت إلى هنا من بلد آخر وحاولت جلب الجهادية، أو معاداة أمريكا، أو معاداة السامية إلى جامعاتنا، فسنقوم بترحيلك على الفور، وستكون خارج تلك الجامعة”.

والمفارقة أن ترامب الذي يلعب على وتر “معاداة السامية“، هو نفسه له سجل أسود بتصريحات سابقة معادية للسامية، كما أنه يدعم إسرائيل من منطلق مصلحي انتخابي فقط للحصول على دعم “المسيحيين الصهاينة”، الذين هم أيضا في الحقيقة معادون للسامية، إنما يدعمون إسرائيل كموطن لتجمع اليهود، بمعتقدات دينية

خرافية غريبة عن عودة المسيح. حيث يعتبرون تجمع اليهود في “الأرض المقدسة”، كبشارة من بشارات عودة المسيح (الذي يتهم اليهود بقتله!)، وعندما يعود حسب هذه المعتقدات لدى فصيل من المسيحيين الإنجيليين، سيخير اليهود بين التحول إلى المسيح أو سيكون مصيرهم القتل وجهنم في حرب نهاية العالم!

وزعم ترامب أيضًا، في خطابه في التجمع، أن “المتظاهرين في الحرم الجامعي يتم تمويلهم من قبل المانحين السياسيين للرئيس جو بايدن”.

وكان الرئيس الأمريكي السابق، الذي رفض قبول خسارته أمام بايدن في الانتخابات الرئاسية الأخير سبق له أن قارن بين المتظاهرين في الحرم الجامعي في جامعة كولومبيا ومتمردي 6 يناير، الداعمين له والرافضين لنتيجة الانتخابات الرئاسية، وهاجموا الكونغرس الأمريكي. ووصف ترامب المحتجين السلميين في

الجامعات بأنهم مجموعة مدمرة، وعبر عن سعادته لقمعهم.. في المقابل اعتبر مجموعة المتمردين العنصريين بأنهم “وطنيون لا يصدقون”!

وانتقد ترامب كذلك في خطابه أمام أنصاره، وهو واحد من أول تجمعات حملته الانتخابية منذ بدء محاكمته الجنائية في نيويورك، قرار بايدن بحجب شحنة القنابل إلى إسرائيل بسبب غزوها المخطط لرفح.

وقال ترامب: “إن تصرفات جو الملتوي هي واحدة من أسوأ الخيانات لحليف أمريكي في تاريخ بلادنا”. وأضاف “أنا أؤيد حق إسرائيل في الانتصار في حربها على ما أسماه الإرهاب”، وتساءل: “هل هذا مقبول؟”

وانتقل ترامب بعدها في خطابه، في واحدة من أغرب المواقف للثناء على الدكتور هانيبال ليكتر، الشخصية الشريرة الخيالية، المجرم التسلسلي وآكل لحوم البشر، والذي ظهر في فيلم الرعب “صمت الحملان” The Silence of the Lambs عام 1991، والمقتبس عن رواية للكاتب الأمريكي توماس هاريس في ثمانينيات القرن الماضي. وبدا ترامب يتحدث عن هانيبال ليكتر كأنه شخص حقيقي! وجاء كلام ترامب في سياق حديثه عما أسماها “الحدود المفتوحة” لبايدن، وزعم أن المجرمين و”الأشخاص من مصحات الأمراض العقلية والمؤسسات العقلية” يأتون إلى الولايات المتحدة!

وقال ترامب مخاطبا الجمهور الذي قدره بـ80 ألف: هل شاهد أحدكم “صمت الحملان” من قبل؟ الراحل العظيم هانيبال ليكتر..إنه رجل رائع.. وكثير من الأحيان كان لديه صديق لتناول العشاء”! ويشير ترامب هنا إلى هانيبال ليكتر المجرم التسلسلي القاتل، الذي يأكل ضحاياه بعد قتلهم!

ومضى ترامب، الذي هو من عائلة مهاجرين جاءت للولايات المتحدة الأمريكية من ألمانيا (من جهة الأب، الذي هرب والده (جد ترامب) من ألمانيا للولايات المتحدة) وأسكتلندا (من جهة الأم) في مهاجمة المهاجرين، حيث قرأ دونالد ترامب كلمات أغنية قال إنها تشبه المهاجرين بثعبان.

وخاطب المرشح الجمهوري أنصار له تجمعوا في وايلدوود قائلا “إنها أغنية تسمى “الثعبان” وتتحدث عن الهجرة غير الشرعية ومدى غباء ما نفعله الآن”.

تحكي كلمات الأغنية التي تلاها ترامب قصة امرأة تهتم بثعبان ضعيف عثرت عليه قبل أن تموت مسمومة بلدغة منه. واعتبر ترامب أن “هذه هي قصة بلدنا”.وأغنية “الثعبان” كتبها أميركي من أصل إفريقي ناشط في مجال الحقوق المدنية ولاقت شهرة من خلال مغني السول آل ويلسون عام 1968. وهي لا تتحدث عن الهجرة لكن ترامب يستخدم كلماتها بانتظام وقد فعل ذلك أول مرة عام 2016 وفق صحيفة واشنطن بوست.

والرئيس الجمهوري السابق الذي سيواجه الرئيس الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر يستخدم خطابا عنيفا بشكل متزايد تجاه المهاجرين في الولايات المتحدة.

وقبل بضعة أشهر قال الجمهوري إن المهاجرين “يسممون دم” الولايات المتحدة وهي تصريحات قوبلت بسيل من الانتقادات. واتهمه فريق حملة بايدن بتقليد أدولف هتلر.

خلال حملته الرئاسية الأولى عام 2015 اثار ترامب صدمة بسبب تصريحات له حول المهاجرين غير الشرعيين الذين وصفهم بأنهم “مغتصبون”.

ثم وعد ببناء جدار ضخم على الحدود البالغ طولها 3000 كيلومتر مع المكسيك لمنع المهاجرين من دخول الأراضي الأميركية وهو مشروع لم ينجز، كما لفتت وكالة “فرانس برس”.