جدّد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس تأكيده مضيّه في عملية عسكرية لاجتياح رفح جنوب قطاع غزة، على الرغم من التحذيرات الدولية والعربية من الآثار الإنسانية الكارثية لمثل هذه الخطوة، وعلى الرغم من تحذير حركة “حماس” من أنّ مثل هذا الاجتياح سيوقف عملية التفاوض.
وتزامنت تهديدات نتنياهو مع إشارات إيجابية بعثت بها حركة “حماس” باتجاه احتمال التوصّل إلى اتفاق تهدئة وتبادل للأسرى والمحتجزين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية وحشية منذ سبعة أشهر.
وقالت الحركة إنها سترسل وفدا إلى القاهرة قريبا لإجراء مزيد من المحادثات.
وأجرى رئيس الحركة إسماعيل هنية، الموجود في مدينة إسطنبول في تركيا، اتصالين هاتفيين مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، ومع رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل.
وثمّن “الدور الذي تقوم به قطر في الوساطة”، وأكد “الروح الإيجابية عند الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته أخيرا”.
وكان القيادي في “حماس” أسامة حمدان قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق إن “ورقة التفاوض الحالية موقفنا سلبي منها”، و”في حال قام العدو الإسرائيلي باجتياح رفح فسيتم وقف التفاوض”.
في الجانب الإسرائيلي، لم يجد نتنياهو، الذي كشف إعلام إسرائيلي عن انقسام “خطير” بينه وبين قادة أجهزته الأمنية، إلا تكرار الكلام الموجه للحليف الأمريكي، ليقول إن إسرائيل “ستفعل كل ما هو ضروري للتغلب على اعدائها لا سيما في رفح”.
وواجه نتنياهو أمس أزمة حكومية جديدة مع إعلان وزرائه الأكثر تطرفا اعتراضهم على سلسلة تعيينات في الجيش ينوي وزير الدفاع يوآف غالانت القيام بها.
وبينما دعا المتطرف إيتمار بن غفير إلى إقالة غالانت، اعترض زميله الأكثر تطرفا بتسلئيل سموتريتش على تعيينات الجيش وطالب نتنياهو بالتدخل وتولي زمام الأمور.
وأمس، جدّدت الإدارة الأمريكية دعوتها “حماس” إلى القبول بالمقترح الإسرائيلي، والاتفاق الذي ينص إلى هدنة لستة أسابيع في غزة، وإنجاز “صفقة رهائن” تمكّن “من وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية لأهل غزة”.