وصفت صحيفة أمريكية تعامل الرئيس جو بايدن مع حراك جامعات الولايات المتحدة الداعم للفلسطينيين بأنه "حذر زائد".
ووفقَ صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن سلوك بايدن في تعامله مع احتجاجات الطلاب في الجامعات الأمريكية يأتي بفعل الخطر الذي قد تشكله هذه القضية عليه سياسيًّا، في ظل مسعاه للبقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بات ملحوظًا بشكل خاص كيف كان الرئيس بايدن حذِرًا للغاية بشأن التدخل في هذا الملف.
واعتبرت أن السبب الواضح جدًّا هو أن هذه القضية صعبة بالنسبة إليه سياسيًّا، "فالعواطف تتصاعد، والقاعدة الديمقراطية منقسمة بالتساوي في تعاطفها بين إسرائيل والفلسطينيين، ويعترف بعض الديمقراطيين فعليًّا بهذا الدافع لعدم قول المزيد".
وأضافت أن "الصمت النسبي" لبايدن، الذي يدين معاداة السامية على نطاق واسع بينما لا يركز حقًّا على القضايا الصعبة المتعلقة بحرية التعبير، وعمليات القمع والتكتيكات، مثل: سيطرة المتظاهرين على مباني الحرم الجامعي، بدأ يصبح أكثر وضوحًا، ومن المحتمل أن يكون غير مستدام.
ولا يرجع ذلك فقط إلى التوترات المتزايدة ومشاهد الاضطرابات، ولكن أيضًا، بشكل حاسم، بسبب التعليقات الأكثر قوة من بعض زملاء بايدن الديمقراطيين البارزين، وفقًا لواشنطن بوست.
وقالت الصحيفة: بما أن بايدن لا يستطيع تحمل خسارة الناخبين أو حتى جعل الأشخاص المحبطين يخوضون الانتخابات، سواء أكانوا من الشباب الأكثر تأييدًا للفلسطينيين أم من الأمريكيين الأكبر سنًّا الأكثر تأييدًا لإسرائيل، فقد لاحظنا تصريحات مختصرة ومقتضبة في هذا الشأن، وكثيرًا ما سمح للآخرين بالتحدث نيابة عنه.
وفي الأسبوع الماضي، أدان بايدن "الاحتجاجات المعادية للسامية"، وفي المقابل حرص أيضًا على إدانة "أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين".
كما أدان متحدث باسم البيت الأبيض، الجمعة، أحد منظمي الاحتجاجات في جامعة كولومبيا لقوله إن "الصهاينة لا يستحقون الحياة". وحث المتحدثون الرسميون وكبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والتعليم يوم الثلاثاء على الاحتجاج السلمي بينما انتقدوا معاداة السامية وكراهية الإسلام.
وردًّا على سؤال يوم الأربعاء حول عدم وجود مزيد من التعليقات من بايدن، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، إن "الرئيس يراقب الوضع"، وشددت على تعليقاته التي تندد بمعاداة السامية.
وذهبت بيير إلى ما هو أبعد من مجرد الحديث عن معاداة السامية، قائلة "إن الاستيلاء على مبنى بالقوة ليس أمرًا سلميًّا".
ومع ذلك، لم يتحدث بايدن كثيرًا مع تصاعد الأمور.