دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء، إلى تدمير “كامل” لمدن رفح جنوبي قطاع غزة، ودير البلح والنصيرات وسط القطاع.
جاء ذلك وفق مقطع فيديو لسموتيريتش وهو زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، مستخدما عبارات من التوراة: “نقرأ: أتبع أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى أفنيهم”.
وأضاف الوزير الإسرائيلي: “لا يوجد نصف عمل، رفح ودير البلح والنصيرات، دمار كامل”.
وتتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الاجتياح المحتمل لرفح، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها آمنة ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن شهداء وجرحى.
وقال سموتيريتش مقتبسا من التوراة: “سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء”.
وصعد قائلا: “ليس هناك مكان تحت سماء رب العالمين العظيمة لمثل هذا الشر المطلق (لم يسمه)، وليس له وجود، ولا يمكن أن يكون له وجود”.
واعتبر أنه “أمر مثير للسخرية بأن نتفاوض مع شخص (لم يحدده) لم يكن المفترض أن يكون موجودًا على الإطلاق منذ فترة طويلة”.
وعن التصعيد مع “حزب الله”، قال سموتيرتش: “بعد ذلك بعون الله، (سنتجه) للقضاء على شرور حزب الله في الشمال، وإيصال رسالة حقيقية: من يفعل بالشعب اليهودي ما فعله بنا هؤلاء الأشرار سوف يُهلك، سيتم تدميره”.
وفيما يتعلق بمذكرة الاعتقال المحتملة بحق مسؤولين إسرائيليين كبار من قبل المحكمة الجنائية الدولية، أضاف: “هناك أوامر اعتقال في لاهاي، وهناك ضغوط أمريكية، وهناك مظاهرات وكل أنواع الحسابات”.
وتداول إعلام عبري تقارير تفيد باحتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال دولية بحق نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هليفي، على خلفية الممارسات الإسرائيلية خلال الحرب على قطاع غزة.
بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) عن سموتيريتش قوله في اجتماع لحزبه: “قبول الصفقة المطروحة (مع حماس) هو بمثابة رفع راية بيضاء (استسلام) وانتصار لحماس، وهذه هي النقطة التي خطط (زعيم حماس في غزة يحيى) السنوار للوصول إليها”.
واعتبر ذلك “خطة استسلام دولة إسرائيل، ويجب معارضة هذه الصفقة، أنا مستعد لدفع ثمن شخصي باهظ لتجنب هذا الخطر”.
وسبق أن أعلن سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير معارضتهما للاتفاق الجاري بحثه مع الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة).
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه جهود مصرية وقطرية للتوصل الى اتفاق بين إسرائيل و”حماس” لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
والاثنين، أعلن وزير خارجية مصر سامح شكري، في كلمة بمنتدى دولي بالرياض، وجود مقترح من بلاده على طاولة المفاوضات بشأن الوصول لهدنة في غزة، داعيا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لدراسته، دون تفاصيل أكثر.
كما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” الخاصة، الاثنين، بأن وفد حركة حماس غادر القاهرة بعد ساعات من وصولها وسيعود إليها مرة أخرى برد مكتوب على مقترح صفقة تهدئة في قطاع غزة.
ولم يصدر عن الجانب المصري أو “حماس” إعلان رسمي بشأن تفاصيل المقترح، لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قالت إنه يتضمن تعهد إسرائيل بـ”وقف كافة الاستعدادات للدخول إلى مدينة رفح برا، ووقف كامل لإطلاق النار لمدة عام، يتم خلاله الإعلان عن بدء تنفيذ التحركات لإقامة الدولة الفلسطينية”.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رغم إصدار مجلس الأمن قرارا بوقف القتال فورا، وكذلك رغم صدور تعليمات من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية” وتحسين الوضع الإنساني بغزة.