بعد أكثر من 200 يوم من العدوان على غزة.. نازحون يكتوون بالقتل والتدمير

مع مضي أكثر من 200 يوم على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما زال النازحون يعانون ويلاته، حيث لم تهدأ ألسنة اللهب وآلة الدمار الإسرائيلية التي تقتل وتدمر وتشرد منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

خلال تلك الفترة عاش المواطنون أوضاعا إنسانية صعبة، حيث تعرضت منازلهم للقصف والتدمير، ما أدى إلى ارتقاء 34,356 شهيدا وإصابة 77368، وما يزال الآلاف في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

ونتيجة العدوان، اضطر المواطنون للنزوح إلى مدينة رفح جنوب القطاع، التي زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها "آمنة"، ومع ذلك أثخنتها بغارات جوية وقصف على المنازل، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

المواطن راتب صالح، النازح من مخيم جباليا شمال القطاع يقول: "نزحنا منذ 7 أشهر إلى رفح وما تزال الحرب مستمرة، مع قتل ودمار ومعاناة وتشريد وتخويف".

وأضاف للأناضول: "الأوضاع مأساوية للغاية، لا مياه ولا كهرباء ولا طعام، وتدمير وقتل في كل مكان".

وتابع: "لا يوجد منطقة آمنة في قطاع غزة، الاحتلال الإسرائيلي يدمر المساجد والبيوت ويقتل النساء والأطفال وكبار السن".

وأشار إلى أن "السكان يموتون والعالم ينظر إلينا، نريد أن تتوقف الحرب"، مشددا على ضرورة الضغط الدولي للجم إسرائيل في حربها المستمرة.

بدورها، قالت المسنة آمنة صالح (87 عامًا): "نزحنا وسط واقع القصف، حيث دُمرت البيوت فوق رؤوسنا وفقدنا أبناءنا وشبابنا".

وأضافت: "من لا يموت نتيجة القتل والقصف، يموت بسبب نقص الغذاء والعلاج".

وتابعت: "نعيش منذ 7 أشهر في خيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة تحت المطر والصواريخ والقصف والخوف".

وأعربت عن أمنيتها في أن تنتهي الحرب وتتمكن من العودة إلى أرض منزلها المدمر في بلدة جباليا.

وأنشأ النازحون مخيمات مؤقتة في رفح المكتظة بنحو مليون و100 ألف مواطن، غالبيتهم من النازحين، يعيشون ظروفا صعبة جراء العدوان.

وتفتقر المخيمات لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش المواطنون في ظروف صعبة تحت ظلالها.

وتتفاقم معاناة المواطنين في مخيمات النزوح جنوب القطاع مع اشتداد موجات الحر، وسط تحذيرات من انتشار الأوبئة والأمراض، خاصة لدى الأطفال والنساء.

وتؤكد التقارير الأممية والدولية أن قطاع غزة أصبح فعليًّا غير قابل للحياة نتيجة حجم التدمير الهائل الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنازل والبنى التحتية، والذي طال أكثر من 60% من مباني القطاع.

ويخشى المواطنون أن ينفذ الاحتلال الإسرائيلي تهديداته باجتياح مدينة رفح، رغم تحذيرات دولية من تداعياته وعواقبه.

وتواصل إسرائيل عدوانها على القطاع رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورًا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".