هنية في مقابلة صحفية : نحذر من دخول رفح.. والمقاومة لن ترفع الراية البيضاء

هنية.jpg

حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية من إقدام الجيش الإسرائيلي على اجتياح مدينة رفح، مؤكداً في الوقت ذاته على جاهزية فصائل المقاومة على الأرض.

جاء ذلك في مقابلة أجراها هنية مع “الأناضول” على هامش زيارته التي يجريها في الوقت الراهن إلى تركيا.

وفي وقت سابق، السبت، التقى الرئيس أردوغان مع هنية في قصر دولمة بهجة بإسطنبول، وبحثا “الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وفي مقدمتها غزة”.

وأكد أردوغان لهنية، وفق بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن “تركيا تواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتشدد في كل فرصة على الحاجة إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار وعلى إنهاء الأعمال الوحشية”.

 اجتياح رفح والموقف الأمريكي

وتعليقاً على التصريحات الإسرائيلية بشأن قرب اجتياح مدينة رفح، قال هنية: “من الواضح جداً أن العدو الإسرائيلي لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان وكل مدينة في غزة، لا سيّما أنه يتحدث عن رفح منذ شهور”.

وبشأن موقف واشنطن من الاجتياح، أوضح أن “الموقف الأمريكي مخادع، وحديثهم عن أنهم بحاجة لرؤية خطط تجنب حدوث أذى للمدنيين، ما هو إلا عملية خداع”.ودلل هنية على ذلك بقوله: “كل المدنيين الذين قتلوا بغزة، استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأمريكية وبالغطاء السياسي الأمريكي”.

وزاد: “حينما تقف واشنطن داخل مجلس الأمن وتلجأ لسلطة الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار.. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الولايات المتحدة تعطي الغطاء الكامل لاستمرار القتل والمذبحة تجاه غزة، وحينما تتخذ واشنطن، أمس، قرار فيتو ضد اعتبار دولة فلسطين عضواً كاملَ العضوية بالأمم المتحدة يعني ذلك أنها تتبنى الموقف الإسرائيلي، وهي التي تقف بوجه حقوق الشعب الفلسطيني”.

واسترسل: “لذلك نحن لم نقع في هذا الفخ.. فخ الخداع، وما يسمى تبادل الوظائف بين الأمريكان والإسرائيليين.. نحن نحذر من الدخول إلى رفح، لأن هذا قد يسبب مذبحة كبيرة ضد شعبنا الفلسطيني”.ودعا هنية “جميع الدول الأشقاء في مصر وتركيا وقطر وكل الدول الأوروبية وغيرها ذات الصلة المباشرة، إلى التحرك من أجل لجم العدوان الإسرائيلي ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء العدوان”.

واستدرك قائلاً: “أما إذا قرر العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى رفح، فإن شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضاً مستعدة لتدافع عن نفسها وتتصدى للعدوان، وتحمي نفسها وشعبها”.

 مستقبل إدارة غزة

وتحدث هنية عمّا ستؤول إليه الأمور بالنسبة لإدارة قطاع غزة عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية قائلاً: “هناك خيارات وبدائل تطرح بوجود قوة عربية مثلاً، وتسمي بعض الدول”.

وأضاف: “نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية إذا كانت مهمتها إسناد شعبنا الفلسطيني ومساعدته على التحرر من الاحتلال (إسرائيل)، أما أن تأتي قوة عربية أو دولية لتوفر حماية للاحتلال فهي بالتأكيد مرفوضة”.

وأردف هنية: “هناك بدائل طرحت، ولكنها غير عملية، ولا يمكن أن تنجح”، مشدداً على أن “إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية”.

قال هنية: “دعونا إلى ترتيب البيت الفلسطيني على مستويين، وهما المستوى القيادي بإطار منظمة التحرير الفلسطينية، بحيث يتم إعادة بناء منظمة التحرير لتشمل كافة الفصائل”.

وأضاف: “المستوى الثاني هو تشكيل حكومة وطنية للضفة الغربية وغزة يكون لها ثلاث مهمات، الأولى الإشراف على الإعمار (في غزة)، والثانية توحيد المؤسسات في الضفة والقطاع، والثالثة التحضير لإجراء الانتخابات العامة رئاسية وتشريعية”.

وتابع هنية: “لذلك نحن نرى تشكيل حكومة توافق وطني لغزة والضفة تكون مشرفة على غزة وإدارة غزة بعد نهاية الحرب”.

وأشار إلى أن “حماس ليست متمسكة بالتمثيل المنفرد، فنحن جزء من الشعب الفلسطيني، ويمكن أن نبني حكومة وحدة وطنية، وأن نتوافق على إدارة غزة على قاعدة الشراكة”.

وشدد هنية على أن “هذه قضايا (إدارة غزة) وطنية، ولن نسمح للاحتلال أو غيره في ترتيب الوضع الفلسطيني في غزة أو الضفة أو كليهما”.

 مجزرة العيد

وتعليقاً على استشهاد 3 من أبنائه وعدد من أحفاده في غارة إسرائيلية بقطاع غزة، في 10 أبريل/ نيسان الجاري، قال هنية: “أولاً نسأل الله أن يرحم الشهداء، ويتقبّل الأبناء والأحفاد، هذه الجريمة تعكس 3 دلالات: الأولى فشل العدو بتحقيق أهدافه العسكرية على مدار 7 أشهر”.وأضاف: “العدو الإسرائيلي لم ينجح إلا بقتل آلاف الأطفال والنساء وكبار السن من المدنيين، وبالتالي مجزرة العيد التي راح ضحيتها 3 من الأبناء و5 من الأحفاد تندرج في هذا السياق، وتؤكد على فشل هذا العدو”.

الدلالة الثانية، وفق هنية، أن “الاحتلال يعتقد أن مجزرة تطال بيتي وأولادي وأحفادي يمكن أن تشكل ضغطاً على قيادة الحركة ورئيسها لتقديم تنازلات بمفاوضات وقف إطلاق النار الجارية، وهو واهم”.وتابع: “أكدنا دائماً أن مطالب الشعب الفلسطيني لا يمكن أن نفرط فيها، ولا يمكن أن نتنازل عنها، سواء في ما يتعلق بقضية غزة وشروط وقف العدوان، أو في ما يتعلق بحقوقنا الفلسطينية التاريخية الثابتة في أرضنا، وفي وطننا وعودة الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس بلا أي تفريط أو تردد”.

وأضاف: “الدلالة الثالثة التي أريد أن أشير إليها أن أبنائي جزءٌ من شعبنا الفلسطيني، فحالنا مثل حال شعبنا، نعيش مع أهلنا، بيوتنا أبناؤنا، أحفادنا، دورنا هي كلّها معرضة لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني، وقلت منذ اللحظة الأولى، إن دم أبنائي ليس أغلى من أبناء شعبنا الفلسطيني بغزة والضفة وكل مكان”.

واسترسل هنية: “كل أبناء غزة والضفة الشهداء هم أبنائي، تماماً مثل شهدائنا بالخارج، لذلك نحن متساوون في الحقوق والواجبات وفي دفع الأثمان، ونحن نقبل كل ذلك بصدر رحب وتسليم وثبات وعزيمة وإرادة لا تلين، ونؤكد أننا سنمضي على هذا الطريق مهما كانت التضحيات”.

وزاد: “أوجه شكري إلى الشعب التركي الذي أقام في أكثر من 30 ولاية صلاة الغائب على أرواح الشهداء الأبناء والأحفاد، وهذا دليل على وحدة الأمة ووحدة مشاعرها كما حصل في بلاد أخرى، مثل باكستان وغيرها”.

 عرقلة إسرائيلية وأمريكية للمفاوضات

وفي إجابته على سؤال مطالب حركة “حماس” في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، قال هنية: “من البداية كانت مواقفنا واضحة، نريد أن نوقف العدوان على شعبنا”.وأضاف: “وقف العدوان أولوية عندنا، ومن أجل ذلك وافقنا على الدخول بمفاوضات شريطة أن تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم وإلى انسحاب شامل وعودة كل النازحين وصولاً إلى صفقة تبادل مشرفة”.

ووفق هنية، فإن إسرائيل “حتى هذه اللحظة، ورغم عشرات الجلسات، وعشرات الأوراق المتبادلة عبر الوسطاء، إلا أنها لم توافق على وقف إطلاق النار، وكل ما تريده استعادة أسراها ثم استئناف الحرب على غزة، وهذا لا يمكن أن يكون”.وقال هنية: “العدو الإسرائيلي يريد لـ “حماس” وللمقاومة أن توافق على خرائط لانتشار الجيش الإسرائيلي، كأننا نُشَرْعِنُ احتلالَ القطاع أو جزء من القطاع، وهذا لا يمكن أن يتم، يجب أن يتحقق الانسحاب الكامل من غزة”.

وأردف: “هو لا يريد أن يعود النازحون إلى شمال غزة وإلى أماكن سكناهم، فقط يوافق على عودة متدرجة، وبأعداد محدودة، وهذا أيضاً لا يمكن أن يتم”.

واسترسل: “هو لا يريد أن يعطي الاستحقاق المطلوب لعملية التبادل ويضع أعداداً بسيطة جداً، ويريد أن يتحكم بها، في حين أنه اعتقل حديثاً ما يقرب من 14 ألف فلسطيني، منذ 7 أكتوبر من الضفة الغربية وغزة”.