توالت ردود أفعال دولية، اليوم الجمعة، على الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ونددت السلطة الفلسطينية باستخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو"، ورأت في ذلك "عدوانًا صارخًا" يدفع المنطقة إلى "شفا الهاوية".
وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن هذا الرفض "لن يكسر إرادتنا ولن يوقف إصرارنا.. لن نوقف جهودنا.. دولة فلسطين حتمية، إنها حقيقية".
وأضاف في خطاب: "لا تنسوا أنه عندما تُرفَع هذه الجلسة، سيظل أبرياء في فلسطين يدفعون بحياتهم وحياة أبنائهم ثمن الإجراءات الإسرائيلية، ثمن تأخير العدالة والحرية والسلام".
كما أدانت حركة حماس في بيان "الفيتو الأمريكي"، مؤكدة أنّ الشعب الفلسطيني "سيواصل نضاله حتى يدحر الاحتلال، وينتزع حقوقه، ويُقيم دولته الفلسطينيّة المستقلّة الكاملة السيادة وعاصمتها القدس".
السعودية: "لا يقرّب من السلام"
وأعربت السعودية عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع القرار، معتبرة ذلك أنه "لا يقرّب من السلام".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزارة الخارجية السعودية قولها في بيان، إن المملكة "تأسف لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة".
وأضافت أن "إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة تسهم بتكريس تعنّت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن تقرّب من السلام المنشود".
وجدّدت وزارة الخارجية السعودية المطالبة "باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة".
مصر: العضوية حق أصيل
من جانبها، أكدت مصر في بيان صدر عن وزارة الخارجية أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقرار عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة هو حق أصيل للشعب الفلسطيني، الذي عانى من الاحتلال الإسرائيلي على مدار أكثر من 70 عامًا، وخطوة مهمة على مسار تنفيذ أحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المُتعارَف عليها لإرساء حل الدولتين، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
الأردن يعرب عن أسفه
بدوره، أعرب الأردن عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني مشروع القرار.
وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، في بيان، أن المجتمع الدولي يدعم حل الدولتين الذي تقوضه إسرائيل، ما يجعل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية واجب على مجلس الأمن، لمنع إسرائيل من الاستمرار في حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والدولة.
أبو الغيط: الفيتو أعاق إرادة دولية
بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إنه أمر مؤسف للغاية أن يستخدم الفيتو لإعاقة إرادة دولية واضحة بالموافقة على انضمام فلسطين عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة.
وأضاف في تدوينة على موقع "إكس": "ومع ذلك نعلم أنها ليست سوى خطوة في طريق كفاح سياسي طويل سينتهي حتمًا بانتصار الإرادة الفلسطينية المدعومة عربيًا ودوليًا".
الجزائر: سنعود أقوى
ورغم الفيتو الأمريكي، فإن الدعم "الساحق" من أعضاء المجلس "يبعث رسالة واضحة جدًا: دولة فلسطين تستحق مكانها" في الأمم المتحدة، حسبما قال السفير الجزائري عمار بن جامع.
ووعد بن جامع باسم المجموعة العربية بأن يتقدم مجددًا بهذا الطلب في وقت لاحق، وقال: "نعم، سنعود أقوى".
"خيبة أمل" صينية
وقال السفير الصيني فو كونغ، إن "اليوم يوم حزين"، مبديًا "خيبة أمله" من الفيتو الأمريكي.
وأضاف: "لقد تحطم حلم الشعب الفلسطيني".
أمريكا: لا معارضة للدولة الفلسطينية
من جهته، قال نائب السفير الأمريكي، روبرت وود، إن "هذا التصويت لا يعكس معارضةً للدولة الفلسطينية، بل هو اعتراف بأنه لا يُمكن لها أن تنشأ إلّا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين" المعنيين.
غوتيريش يحذّر
ويأتي ذلك فيما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من انزلاق الشرق الأوسط إلى "نزاع إقليمي شامل".
منظمة التعاون الإسلامي
وقالت منظمة التعاون الإسلامي في بيان: "نعرب عن أسفنا الشديد لفشل مجلس الأمن في منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بسبب الفيتو الأمريكي".
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت، أمس الخميس، حقّها في النقض في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر "بقبول دولة فلسطين عضوًا في الأمم المتّحدة"، وأيّده 12 عضوًا، فيما عارضته الولايات المتحدة وامتنعت عن التصويت كل من المملكة المتحدة وسويسرا.