جدد المستوطنون، السبت، هجماتهم على قرى وبلدات فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وأغلقوا مداخل عدد منها وأحرقوا أكثر من 40 منزلا وعشرات المراكب والممتلكات الفلسطينية الخاصة، وأطلقوا رصاصهم الحي على الأهالي وذلك بحماية قوات من جيش الاحتلال، الأمر الذي أسفر عن إصابة العشرات من الفلسطينيين بعضهم بحالة حرجة.

جاء ذلك في أعقاب العثور على جثة مستوطن فقدت آثاره منذ صباح الجمعة، قرب قرية المغيّر شمال شرق مدينة رام الله، وادعى جيش الاحتلال أنه قتل في "هجوم إرهابي"، فيما توعد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بيان، بالوصول إلى "القتلة وأعوانهم"، وسط حالة من الانفلات للمستوطنين الذين شنوا اعتداءات واسعة في الضفة.

وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان أن "19 فلسطينيا أُصيب في مواجهات مع الاحتلال ومستوطنين بعدد من قرى رام الله ونابلس". وأوضح أن طواقم الهلال الأحمر "تعاملت مع 11 إصابة في رام الله و8 إصابات في نابلس بفعل هجمات المستوطنين على قرى وبلدات في المحافظتين"، من بينها 11 إصابة بالرصاص الحي.

ودعت الحركات طلابية في جامعات الضفة الغربية إلى المشاركة في التصدي لاعتداءات المستوطنين والانخراط ضمن اللجان الشعبية لحماية مناطق الضفة، فيما شهدت قرى المغير وأبو فلاح ودوما شهدتا يوم أمس هجوما عنيفا من قبل المستوطنين، بحماية جيش الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد الشاب جهاد عفيف أبو عليا، ووقوع عشرات الإصابات، وأضرار كبيرة في الممتلكات.

وكان قد أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بيان صدر عن مكتبه، ظهر السبت، أنه تم العثور على جثة مستوطن (14 عاما) فُقدت آثاره صباح الجمعة، حيث خرج ليرعى أغنامه بأراضٍ فلسطينية مسلوبة. وأشار نتنياهو إلى أن "قوات الجيش والشاباك يلاحقون القتلة ومساعديهم، سنصل إلى القتلة كما نصل إلى كل من يؤذي مواطني إسرائيل".

وفي بيان مشترك صدر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) جاء أن المستوطن قُتل "في هجوم إرهابي". وأن "التحقيق في الحادث مستمر"، وشدد على أن قواته "تواصل ملاحقة المشتبه بهم في تنفيذ العملية"، في المناطق المحيطة في قريتي المغير ودوما قرب رام الله.

وكثّف المستوطنون بحماية جيش الاحتلال هجماتهم الإرهابية على قرى شرق رام الله وجنوب نابلس، حيث حرقوا عشرات المنازل والمركبات وأطلقوا النيران على الفلسطينيين عشرات الإصابات. وأغلق مستوطنون، بحماية جيش الاحتلال، مدخل بلدة ترمسعيا شمال رام الله، وهاجموا المركبات المارة، وتجمع المستوطنون بمحيط بلدة سلواد شمالي شرق رام الله.

وهاجم مستوطنون رعاة أغنام بمنطقة الشومرة في البادية في مسافر يطا جنوب الخليل، وجيش الاحتلال يعتقل اثنين من رعاة الأغنام الفلسطينيين. وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية، ظهر اليوم السبت، إلى إن مستوطنين إسرائيليين أطلقوا النار تجاه مركبات لفلسطينيين شمالي رام الله.

وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين أغلقوا مدخل سلواد الغربي، أو ما يعرف بـ"جسر يبرود"، وهاجموا مركبات المواطنين بالحجارة، دون أن يبلغ عن إصابات. وأوضحت المصادر ذاتها، أن عددا من المستوطنين منعوا مركبات الفلسطينيين من الدخول أو الخروج من البلدة.

الاحتلال يعزز قواته في الضفة

هذا وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، تعزيز قواته في الضفة الغربية تحسبا لحدوث اشتباكات واضطرابات بين مستوطنين وفلسطينيين. وذلك في بيان صدر عنه في أعقاب الإعلان عن مقتل مستوطن قرب مستوطنة "بنيامين" وسط الضفة الغربية، في حين تتواصل اعتداءات المستوطنين في عدة قرى بالضفة الغربية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه "في الساعات الأخيرة تطورت مواجهات بين مواطنين إسرائيليين وفلسطينيين في عدة مواقع في منطقة يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة المحتلة، قام خلالها المشاركون بإلقاء الحجارة وإطلاق النار. وأصيب عشرات الإسرائيليين والفلسطينيين بحالات متفاوتة الخطورة".

وتابع أنه "استنفر قواته في مناطق مختلفة حيث استخدمت وسائل لتفريق المظاهرات"، وادعى أن "جميع الأحداث انتهت"، وأكد أنه "إلى جانب القوات المنتشرة في المنطقة، تقرر تعزيز القوات بعدة سرايا من الجيش الإسرائيلي وقوات إضافية تباعة لوحدة ‘حرس الحدود‘ (الشرطية)".

القوى الوطنية والإسلامية تدعو لإفشال محاولات المستوطنين الهادفة لـ"الترويع"

دعت القوى الوطنية والإسلامية لمحافظة رام الله والبيرة، لإفشال محاولات المستوطنين الهادفة "لترويع القرى والبلدات الفلسطينية، بأبشع أشكال الإرهاب والوحشية، واستباحة الأرض، ضمن مخطط تكريس الأمر الواقع، وإجبار المواطنين على مغادرة أرضهم".

وشددت في بيان صدر اليوم السبت، على ضرورة "الحفاظ على حالة استنفار، ويقظة دائمة ومتواصلة، لإفشال المخططات الخبيثة الهادفة لاقتلاع شعبنا من أرضه، والعمل بكل قنوات التعاون، والتنسيق، والتكاتف الداخلي الملحمي لشعبنا".

وأشارت إلى أن الضرورة "ملحة أمام المشاهد المروعة في المغير، وترمسعيا، وأبو فلاح، وسلواد وقرى شرق رام الله، إضافة قرى شمال نابلس، وبيتلو، وكفر نعمة والقرى الغربية، التي تتعرض لاعتداءات متكررة من عصابات المستوطنين، لوضع كل الإمكانات المتاحة لشعبنا في سبيل إفشال هذه المخططات العدوانية الفاشية".

وأوضحت أن هناك "ضرورة لتفعيل لجان الحراسة والحماية الشعبية، وإشعال الاطارات على مداخل القرى، والبلدات المتاخمة للمستعمرات، والشوارع الالتفافية على مدار الساعة، واستخدام مكبرات المساجد ودعوة القرى المجاورة، لأي منطقة يجري الاعتداء عليها، ليهب الجميع في وحدة ميدانية واحدة، لمنع تنفيذ مجازر بحق شعبنا".

كما دعت إلى "ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية لمد القرى والبلدات بمقومات البقاء والصمود، ودعم المزارعين والفئات الشعبية المهمشة، والعمل على أوسع الحملات على المستوى الدولي، والتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم، والأعمال العدوانية بحق الشعب الفلسطيني".