كشفت صحيفة روسية، أن تركيا سلّمت موسكو وكييف مبادرة جديدة، تقترح وقف الصراع بين الدولتين، أو تجميده حتى العام 2040، ووضع حد لحالة التوتر العالمي بين روسيا والغرب.
وذكرت صحيفة "Novaya Gazeta Europe" نقلاً عن مصادر، أن المقترح التركي الذي يستند إلى وثائق من المفاوضات الأولى في إسطنبول، قد يحظى بدعم أوروبي ودول الجنوب العالمي.
ويشدد المقترح على ضرورة الالتزام المتبادل بين روسيا وأمريكا بعدم استخدام الأسلحة النووية، وتجديد معاهدة (ستارت-3) المعنية بالحد من الأسلحة الاستراتيجية، وعدم الانسحاب الأحادي منها.
كما تحظر الوثيقة التركية، التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى بأي شكل من شأنه زعزعة استقرار حكومتها، وكذلك تجميد الحرب على طول خط المواجهة الحالي، والالتزام بإجراء استفتاءات في عام 2040 منها استفتاء وطني تحت رقابة دولية في جميع الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا وقت تجميد الحرب.
وتُلزم الوثيقة في حال الموافقة عليها، كييف بعدم الانضمام إلى أي تكتل عسكري حتى عام 2040، وفي ذات الوقت لا تعترض روسيا على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
"ازدحام المبادرات"
وفي تعليقه على المقترح التركي، يرى الباحث في الشؤون السياسية والدولية رومان فينيسكي، أن "ازدحام" المبادرات يدل على أن الحل السياسي بات "ينضج"، مشيرًا إلى أن تطبيقه يعتمد على طرفي الصراع.
ولفت فينيسكي إلى أن روسيا تميل إلى إنهاء ملفي دونباس وشبه جزيرة القرم بشكل كامل، على أن تتفاوض على مستقبل أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وقال: "ربما تقبل موسكو أن تكون كييف في الاتحاد الأوروبي لكن في الناتو أشك بذلك".
وفيما يخص بقية البنود يشير الباحث في الشؤون السياسية إلى أن موسكو ليس لديها أي تحفظ حول ملف الأسرى، خاصة أن التبادل يتم كل فترة وفترة بمبادرات من دول صديقة كالإمارات والسعودية.
في مقابل ذلك، قال الخبير في الشأن الأوكراني تورال مينجاليف، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "الإرادة الدولية وتحديدًا الغربية تريد وقف لإطلاق النار في البداية يسبق أي حديث عن مفاوضات".
ويعتقد مينجاليف أن روسيا "تخشى" أن تستغل أوكرانيا وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب جبهتها الداخلية.
وأكد أن المبادرات إشارة جيدة حتى لو لم تطبق، مشددًا على ضرورة طرح حل منطقي للطرفين، وقال إن روسيا تريد إقليم الدونباس وشبه جزيرة القرم، بينما قد تقبل أوكرانيا بالتخلّي عن هاتين المنطقتين مقابل الحفاظ على بقية أراضيها نتيجة التطورات الميدانية.
وأضاف أن "أوكرانيا قد لا تقبل الجلوس للتفاوض قبل الموافقة على انضمامها للناتو.. لأن هذا البند هو الضمان الوحيد لكييف بألا تعود موسكو لمحاربتها".