استشهاد ثلاثة من ابناء اسماعيل هنية والشاباك ...هكذا تم اغتيالهم

photo_2024-04-10_17-15-35.jpg

استشهد 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة  المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، واثنان من أحفاده، الأربعاء أول أيام عيد الفطر، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة كانت تقلهم في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة.

وأفاد شهود بأن الغارة استهدفت السيارة بينما كان أبناء هنية يتجولون لتهنئة سكان المخيم وأقاربهم بحلول عيد الفطر.

وقالت مصادر طبية إن القصف أسفر عن استشهاد 3 من أبناء هنية هم: حازم وأمير ومحمد، وعدد من أبنائهم، إضافة لإصابة آخرين.

وذكرت قناة الجزيرة أن الناجية الوحيدة من القصف على السيارة هي حفيدة هنية البالغة من العمر 8 أعوام، وتم نقلها للمستشفى.

وحلّ عيد الفطر هذا العام بينما تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح ومفقود، معظمهم أطفال ونساء.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة بحق عائلة إسماعيل هنيِّة عصر أول أيام عيد الفطر بقصف سيارة كان يستقلها عدد من أبنائه وأحفاده وراح ضحية هذه المجزرة خمسة شهداء حتى الآن إضافة لعدد من الإصابات”.

وقال المكتب إن “جيش الاحتلال ارتكب هذه المجزرة خلال جولة لعائلة هنية كانت تقوم بتنفيذ زيارات اجتماعية وعائلية بمناسبة حلول عيد الفطر”.

وأضاف “هذه الجريمة تأتي استكمالاً لسلسلة من جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين والأطفال والنساء رغم الأجواء المقدسة لعيد الفطر”.

وأعرب عن إدانته لـ”جرائم الاحتلال المستمرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني”، مشيرا إلى أنه وصل المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 125 شهيدا بغارات إسرائيلية متفرقة.

وفي تصريح لقناة الجزيرة قال إسماعيل هنية إن دماء أبنائه “ليست أغلى” من دماء غيرهم من الشهداء الذين سبقوهم في الحرب الإسرائيلية، شاكرا الله “على هذا الشرف الذي أكرمنا به وحازوا شرف الزمان والمكان والخاتمة”.

وأضاف “أبنائي ظلوا في غزة ولم يبرحوا القطاع، وككل أبناء شعبنا يدفعون ثمنا باهظا من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم”.

وأوضح هنية أن “ما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني.. كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمنا باهظا من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم.. وهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا”.

وأكد “نقول لإسرائيل ما لم تأخذه بالتدمير والمجازر والإبادة لن تأخذه على طاولة المفاوضات”.

وبيّن هنية أن “الاحتلال يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا لكن هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتا على مبادئنا وتمسكا بأرضنا”، مؤكدا “لن نرضخ للابتزاز الذي يمارسه الاحتلال ولن نتنازل ولن نفرّط مهما بلغت تضحياتنا”.

وشدد على أن تهديدات إسرائيل باجتياح رفح “لا تخيف شعبنا ولا مقاومتنا”.

وأكد ابن هنية الأكبر في منشور على فيسبوك أن إخوته الثلاثة استشهدوا. وكتب عبد السلام هنية “الحمد لله الذي شرفنا باستشهادهم، أخواني حازم وأمير ومحمد وأبناؤهم، في مخيم الشاطئ، مخيم الأبطال بمدينة غزة العظيمة”.

معلومات دقيقة من الشاباك

بدوره، أكد الجيش الإسرائيلي استهداف أبناء هنية، متهما إياهم بالانتماء الى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

وقال الجيش في بيان إنه وجهاز الأمن العام (الشاباك) “قضيا على ثلاثة عناصر في الجناح العسكري لحماس في وسط قطاع غزة. العناصر الثلاثة هم من أبناء إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس”، مشيرا الى أن العملية نفذتها “طائرات حربية تابعة لسلاح الجو” في وقت سابق الأربعاء.

من جانبها، ذكرت قناة 14 العبرية الخاصة أن عملية الاغتيال تمت بصاروخ أطلقته طائرة مسيّرة إسرائيلية بناء على “معلومات دقيقة” قدمها جهاز الأمن العام (الشاباك).

واعتبرت القناة أن “القضاء على أفراد عائلة هنية يشكل حلقة أخرى في سلسلة ملاحقة إسرائيل لقيادة حماس”.

وذكرت أن عملية الاغتيال “تمّت بطائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو باستخدام صاروخ أطلق بدقّة على السيارة التي كان يستقلها أفراد عائلة هنية”.

وبحسب القناة، “تمّت تصفية عائلة هنية نتيجة التعاون بين مركز النيران في القيادة الجنوبية (للجيش الإسرائيلي)، وسلاح الجو، والشاباك (جهاز الأمن العام)، الذي قدم المعلومات الدقيقة”.

من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن “هدف الاغتيال كان أبناء هنية الثلاثة”.

وفي أول تعليق من نائب إسرائيلي على الواقعة، قال عضو الكنيست (البرلمان) ألموغ كوهين، من حزب “عوتسما يهوديت” المتطرف: “تلقيت خبرًا ممتازا باغتيال 3 من أبناء إسماعيل هنية واثنين من أحفاده”.

وهدد كوهين هنية في تصريح متلفز نقلته صحيفة “يسرائيل هيوم” (إسرائيل اليوم) قائلا: “أنت التالي”، أي أنه الهدف الإسرائيلي القادم للاغتيال.

مفاوضات وقف إطلاق النار

ودائما ما كان هنية الأبرز في التعبير عن مواقف حماس على صعيد الدبلوماسية الدولية مع احتدام الحرب. وسبق أن دمرت غارة جوية إسرائيلية منزل أسرته في نوفمبر/ تشرين الثاني. كما تم اعتقال شقيقته من قبل قوات الاحتلال.

وقالت حماس، أمس الثلاثاء، إنها تدرس مقترحا إسرائيليا لوقف إطلاق النار لكن الموقف الإسرائيلي “متعنت” ولا يلبي أيا من المطالب الفلسطينية.

وتريد حماس إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية والانسحاب من القطاع والسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم في الشهر السابع من الحرب التي دمر فيها الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي قطاع غزة.

تولى هنية أعلى منصب في الحركة في عام 2017، ويتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة متجنبا قيود السفر التي فرضتها إسرائيل على غزة المحاصرة. ومكنه ذلك من القيام بدور المفاوض خلال أحدث مفاوضات وقف إطلاق النار.