أمر قضاة محكمة العدل الدولية إسرائيل، اليوم الخميس، بالإجماع باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان دخول إمدادات الغذاء الأساسية لسكان غزة دون تأخير.
وقالت المحكمة إن الفلسطينيين في غزة يواجهون ظروف حياة صعبة في ظل انتشار المجاعة.
وقال القضاة “تلاحظ المحكمة أن الفلسطينيين في غزة لم يعودوا يواجهون فقط خطر المجاعة … بل إن هذه المجاعة قد ظهرت بالفعل”.
وطلبت جنوب أفريقيا هذه الإجراءات الجديدة كجزء من قضيتها المستمرة التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وفاة جديدة لطفل ترفع ضحايا الجوع في غزة إلى 30
وقد أعلنت مصادر طبية، الخميس، وفاة طفل فلسطيني شمال القطاع بسبب المجاعة وعدم توفر العلاج الناجمين عن الحصار الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” نقلا عن المصادر ذاتها، إن طفلا توفي نتيجة سوء التغذية والجفاف، ونقص الإمدادات الطبية، في مستشفى كمال عدوان بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
ولم تكشف المصادر عن تفاصيل أخرى بشأن الطفل المتوفي.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا الجوع في قطاع غزة إلى 30 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال، وفق “وفا”.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تتعارض مع القوانين الدولية، بات سكان قطاع غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال بالفعل بين براثن المجاعة، وسط شح شديد في الإمدادات الضرورية للحياة، لاسيما مع وجود حوالي مليوني نازح.
وتنفذ دول عربية وأجنبية إسقاطات جوية لمساعدات إنسانية على غزة، ولاسيما شمال القطاع، لكنها غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين، مع دعوات إلى فتح المعابر الحدودية وإغراق القطاع بالمساعدات، قبل أن تلتهم المجاعة مزيدا من سكانه.
والخميس، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من أن 1.1 مليون شخص يتعرضون لانعدام الأمن الغذائي الشديد في قطاع غزة.
وأكد المكتب، في منشور على منصة “إكس”، على أنه “لا بديل عن توزيع المساعدات الغذائية عبر الطرق البرية لتكون كافية لإنقاذ الأرواح، خاصة في مناطق الشمال بالقطاع”.
وأضاف: “لكن الحواجز (التي تفرضها إسرائيل) لا تزال قائمة والوقت ينفد”.
وفي 16 مارس/ آذار الجار، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن ثلث أطفال شمال القطاع دون العامين يعانون سوء التغذية الحاد، محذرة، في بيان، من أن “المجاعة تلوح في الأفق”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفل ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، الاثنين، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى في تاريخها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.