مسؤولون أميركيون: طريقة توزيع المساعدات الأميركية بغزة محفوفة بالخطر

التقاط.PNG

فيما تصر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه لن تطأ أقدام أي موظف أميركي غزة عندما تبدأ في تسليم المساعدات الإنسانية من رصيف عائم، لكن اقتراح عمال من دول أخرى لتوصيل المساعدات ينطوي على مخاطر أمنية، بحسب ما قاله مسؤول سابق ومسؤولان حاليان في الإدارة لشبكة إن.بي.سي.نيوز.

وهذه المخاوف هي أحدث التعقيدات في "مساعي البيت الأبيض لتوصيل المساعدات إلى السكان الجائعين في القطاع عبر رصيف عائم". وقال مسؤولون عسكريون أميركيون للشبكة (إن بي سي نيوز) إن المرة الأولى التي سمعوا فيها أن فكرة إنشاء الرصيف قد أُعطيت الضوء الأخضر كانت في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس جو بايدن ذلك في خطاب حالة الاتحاد في 7 آذار. وعندما أعلن بايدن ذلك، كان البنتاغون لا يزال يدرس الفكرة ، دون أن يكون لديه خطة معتمدة لكيفية تنفيذها، بما في ذلك كيفية القيام بذلك بشكل آمن.

وقد غادرت السفن الأولى التي تحمل مكونات نظام الرصيف إلى البحر الأبيض المتوسط بعد ستة أيام من إعلان الرئيس.

ويعتزم الجيش بناء رصيف على بعد عدة أميال من الشاطئ، حيث ستقوم السفن المدنية بتفريغ إمدادات المساعدات. ثم يتم تحميل المساعدات في شاحنات تستقل قوارب الجيش الأميركي ويتم نقلها إلى رصيف مؤقت منفصل مثبت على الشاطئ.

ولكن بما أن الإدارة لا تريد أن يكون هناك أي قوات أميركية على الأرض، فيجب على كيانات آخرى إيصال المساعدات إلى المواقع التي يتم توزيعها فيها على سكان غزة. ويقول المسؤولون إن أحد الخيارات قيد النظر هو أن يقوم سائقون وحراس من دول أخرى، أو حراس أمن خاصين، بنقل الشاحنات من الرصيف إلى الأرض لتوزيع المساعدات، ثم إعادة الشاحنات الفارغة إلى الرصيف. ولم يتحدد بعد ما إذا كان السائقون وأمنهم يجب أن يكونوا إسرائيليين أم فلسطينيين أم جنسية أخرى.

وبمجرد إعادة الشاحنات الفارغة إلى الرصيف المؤقت، سيتم تسليمها مرة أخرى إلى الأمريكيين، الذين سيأخذونها بعد ذلك إلى الرصيف البحري العائم لإعادة ملئها بالمساعدات وبدء العملية مرة أخرى.

ومن شأن هذا الاقتراح أن يحمي الأفراد الأميركيين من خطر التعرض لهجوم داخل غزة ، أو إطلاق النار أو التعرض إلى أي تهديد محتمل. لكن خطة التسليم تمثل خطرًا مختلفًا، وفقًا للمسؤولين، لأن شاحنات المساعدات سيتم قيادتها وحراستها أثناء رحلاتها ذهابًا وإيابًا في غزة من قبل أشخاص ليسوا من أعضاء الخدمة  العسكرية الأميركية. وقال مسؤول عسكري أميركي: "يمكن لشخص ما أن يضع قنبلة على شاحنة أو جهاز تفجير عن بعد ويسبب كارثة".

وقال المسؤولون إن هناك خيار آخر قيد الدراسة وهو قيادة الشاحنات لمسافة قصيرة إلى الشاطئ وتفريغها داخل محيط أمني، من المحتمل أن يوفره الجيش الإسرائيلي. لكن ذلك سيستغرق المزيد من الوقت والموارد والتنسيق، وسيؤدي إلى انتظار الفلسطينيين لفترة أطول للحصول على المساعدات الحيوية.

وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض هذا الأسبوع، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن الجيش الإسرائيلي سيحمي عمليات التسليم بمجرد إنشاء نظام الرصيف. وأضاف: "ستقوم أصول الجيش الإسرائيلي بتأمينها فعليًا حتى لا يكون هناك قوات أمريكية على الأرض في غزة".

لكن المسؤولين العسكريين الأميركيين يقولون إنهم ما زالوا يعملون على تنفيذ جميع الخطط، بما في ذلك من سيقوم بتأمين وتفتيش الشاحنات بمجرد وصولها إلى أراضي غزة ومن سيقودها من وإلى نقاط توزيع المساعدات.

ورفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض التعليق لشبكة إن.بي.سي.نيوز.

 ويقول المسؤولون الدبلوماسيون إن أسرع طريقة لتوصيل المساعدات إلى المحتاجين هي قيادة الشاحنات مباشرة إلى نقطة التوزيع. لكن ذلك يتطلب فحص الشاحنات عدة مرات بعد تسليم المساعدات قبل السماح لها بالعودة إلى الرصيف المؤقت. يمكن للجيش الإسرائيلي إجراء فحص أولي على الشاطئ، وبعد ذلك يمكن للجيش الأمريكي استخدام أجهزة فحص المركبات المحمولة لفحص الشاحنات على مسافة بحثًا عن متفجرات أو مخاطر قبل أن يتم قيادتها إلى الرصيف.

وقد شبه أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين هذه العملية بفحص الشاحنات التي تدخل قاعدة عسكرية أميركية في منطقة حرب. في حين أن الأجهزة المحمولة تمنح الولايات المتحدة بعض إمكانيات الفحص عن بعد، فقد أقر المسؤول بأنه يتعين عليهم وضع الشاحنات على الرصيف وإجراء الفحص الأكثر شمولاً.