منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير عام 2022، ارتفع مستوى التهديدات النووية والتحذيرات من اتساع الصراع ليصبح حرب عالمية ثالثة تخوض فيها القوى الكبرى صراعا لن يخلو من استخدام الأسلحة النووية.
في مقابلة جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أكد أن الأسلحة النووية الروسية أكثر تقدما وحداثة من مثيلتها في الولايات المتحدة، وأشار إلى استعداد الترسانة النووية الروسية للحرب الذرية دائمًا، مضيفًا: "ثالوثنا، الثالوث النووي، أحدث من أي ثالوث آخر. نحن والأمريكيون فقط لدينا مثل هذا الثالوث. وأحرزنا تقدمًا أكبر بكثير هنا".
وأشار بوتين إلى أنه لم يكن هناك مطلقا حاجة لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية خلال الحرب في أوكرانيا، مضيفا أن هذه الفكرة لم تخطر على باله مطلقا، وأنه لا يعتقد أن روسيا والولايات المتحدة متجهان نحو صراع نووي.
مع استمرار التهديدات والمخاوف من الحرب العالمية الثالثة واندلاع صراع نووي، كثرت التسريبات التي تزعم وجود خطط وسيناريوهات لهذه الحرب، ونشرت صحيفة "ذا صن" وثيقة، قالت إنها مسربة تكشف عن استعدادات روسيا لحرب عالمية ثالثة.
وثيقة مسربة
الوثيقة التي نشرتها "ذا صن" قالت إنها حصلت عليها من مركز المقاومة الوطنية الأوكراني الذي زعم أن قراصنة إلكترونيين اعترضوا الوثائق عبر البريد الإلكتروني.
وفي رسالة يُعتقد أنها مكتوبة إلى الرئيس الروسي، اقترح فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما، سياسات لفترة ولاية بوتين المقبلة قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الروسية، ومن شأن هذه السياسيات أن تغرق أوروبا في ويلات الحرب.
تتضمن الوثيقة، 5 أفكار رئيسية هي: "تأميم الصناعات الرئيسية، وتكثيف الرقابة، وسحق المعارضة، والتخلص التام من التغريب في روسيا، وتصدير الفوضى إلى دول أوروبا".
وبحسب الوثيقة فإن انتهاء الحرب الأوكرانية الروسية وسقوط نظام كييف، لن يوقف المواجهة بين موسكو والغرب، لكنها ستشتد.
وتنتقد الوثيقة المسربة دعم الغرب لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا، زاعمة أن الدعم الغربي يؤخر الانتهاء السريع من غزو بوتين.
معاهدة بريست ليتوفسك
وصفت الوثيقة المسربة، معاهدة بريست ليتوفسك وهي معاهدة السلام الموقعة عام 1918 بين روسيا السوفياتية والقوى المركزية، بـ "المخزية".
بموجب المعاهدة أنهت روسيا مشاركتها في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918)، وفقدت موسكو سيطرتها على أوكرانيا، وبولندا، وبيلاروسيا، ومقاطعتي كارس وباتوم في القوقاز، ومقاطعات البلطيق (دول البلطيق حاليًا ليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا).
وأكدت الوثيقة المسربة، على ضرورة إلغاء معاهدة معاهدة بريست ليتوفسك، الأمر الذي قد يعرض تلك الدول للخطر.
تغيير التشريعات لتنفيذ الخطة
بحسب ما نشرته "ذا صن" فإن فولودين تعهد أن لجان مجلس الدوما، مجلس النواب بالجمعية الفيدرالية الروسية، ستكون مستعدة لبدء العمل على مشاريع القوانين، التي ستشمل تشديد الرقابة في جميع أنحاء روسيا، وخاصة على التلفزيون والإنترنت.
ووفقًا للوثيقة، سيعمل الكرملين على حل قضية الحركات المعارضة في روسيا، بينما يتطلع بوتين إلى تعزيز حكمه وإرثه.
واقترح رئيس مجلس الدوما، في الرسالة المسربة، تأميم الاقتصاد بشكل أكثر قوة من خلال جعل جميع صناعات المواد الخام ملكًا للدولة.
تدريبات نووية
وفي نهاية فبراير الماضي، كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن وثائق روسية مسربة تشمل 29 ملفًا عسكريًا روسيًا سريًا تم إعدادها بين عامي 2008 و2014، تظهر أن القوات الروسية تدربت على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، واستراتيجية استخدام الأسلحة النووية.
وتضمنت الوثائق التي نشرت في 27 فبراير، سيناريوهات افتراضية ترد فيها روسيا بضربات نووية في حالة تعرضها للغزو، بما في ذلك الصين، التي تعد حليفًا مقربًا لموسكو، وسيناريوهات لمحاكاة الحرب وعروض تقديمية لضباط بحريين، التي تناقش مبادئ العمل لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
ونشرت صحيفة "بيلد" الألمانية في منتصف يناير الماضي، وثيقة سرية للجيش الألماني تحذر من احتمالية اندلاع صراع بين روسيا وحلف الشمال الأطلسي "الناتو" على الحدود الشرقية للحلف، وتضمنت الوثيقة سيناريو لاندلاع الحرب ضد روسيا.
وتضمنت الوثيقة الألمانية سيناريو للهجوم المحتمل ومحاولة الرد الأوروبي وعدد الجنود المحتملين للرد على أول موجات الهجوم ورجحت أن يكون ممر سوالكي الرابط بين بيلاروسيا ومنطقة كالينينجراد الروسية، هو المكان الأكثر احتمالاً للصدام.