إذا تواصلت حرب غزة..

تقديرات إسرائيلية: رمضان سيكون "شديد الاشتعال"

كشفت مصادر عسكرية وسياسية إسرائيلية عن تقديرات أمنية تشير إلى أن شهر رمضان هذا العام قد يكون "شديد الاشتعال" على حد وصف بعض القادة الأمنيين، إذا حل والحرب ما تزال مستمرة في غزة.

ويرجع ذلك إلى ما سببته الحرب الإسرائيلية على غزة من آثار نفسية واجتماعية مدمرة، وما تختزنه مشاعر الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والداخل، من مشاعر مكبوتة تجاه الأوضاع الكارثية في غزة.

ورأت مصادر إسرائيلية أن الأحاديث عن فرض قيود أمنية من جانب الشرطة وما بدر عن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير حيال منع المصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى، أججت مشاعر العدائية قبيل رمضان.

ويبدأ شهر رمضان، الذي يحظى بمكانة قدسية كبيرة لدى المسلمين، يوم 10 أو 11 مارس/ آذار الجاري حسب رؤية الهلال.

وترى المصادر الإسرائيلية أن تقارير وصلت إلى الإدارة السياسية في البلاد ومنها إلى واشنطن، التي بدأت في حراك عاجل وحثيث من أجل الضغط على حركة حماس للتوصل لوقف "فوري" لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى المحتجزين لديها.

وتزامناً مع محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، والتي توصف بأنها المحطة الأخيرة قبل التوصل إلى هدنة مدتها 40 يوماً قبل حلول شهر رمضان، لمس أنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا بعض المحرمات لدى إسرائيل.

وطالب بلينكن إسرائيل بفتح معابر حدودية جديدة، للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما سبق أن تحدث به الرئس الأمريكي، رغم أن إسرائيل ترفض ذلك بشكل قاطع.

بدوره، قال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن "الولايات المتحدة ما يزال يحدوها الأمل في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل تحرير الرهائن قبل بداية شهر رمضان".

وترى الأوساط الأمريكية أن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال بحلول شهر رمضان، سيكون فعالاً في "وأد" فكرة الهجوم على رفح الذي تهدد إسرائيل بشنه خلال رمضان.

ولأن الأمريكيين يعلمون ما سيقود إليه مثل هذا الوضع، فقد حذّر الرئيس الأمريكي من وضع "خطير للغاية" في إسرائيل والقدس، إذا لم يتوصل طرفا الحرب لوقف إطلاق نار في غزة بحلول شهر رمضان.

وقال بايدن في تصريح يمكن وصفه بحسب مراقبين، بأنه "شديد الحساسية"، إنه "لا بد من وقف لإطلاق النار بسبب رمضان، إذا بلغنا ظروفا يستمر فيها ما يجري خلال رمضان، فقد تكون إسرائيل والقدس خطيرة للغاية".

ويحتل المسجد الأقصى مكانة خاصة لدى الفلسطينيين، وشهدت السنوات الأخيرة معارك حامية بين المصلين والمستوطنين الذين اقتحموا بقيادة المسؤولين والشرطة باحات المسجد أكثر من مرة، واعتدوا على النساء وكبار السن، وهو ما تسبب بهجوم "طوفان الأٌقصى" كما تقول حماس.

وأعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أنها ستسمح خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المقبل بدخول المصلين لباحات الحرم القدسي بالعدد ذاته الذي كان عليه الوضع في السنوات الماضية، دون تحديد رقم واضح لأعداد المصلين.

وأكدت إسرائيل أنه سيتم إجراء تقييم أمني كل أسبوع للأمن والسلامة، وبناء عليه سيتم اتخاذ القرار المناسب بشأن الأعداد التي سيسمح لها بالدخول للمسجد الأقصى.