هآرتس: نتنياهو في فخ صعب ويقترب من مواجهة علنية مع واشنطن

قال المعلق العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل، إن عدم التوصل لصفقة تبادل الأسرى قبل شهر رمضان يزيد فرص حدوث مواجهة علنية بين البيت الأبيض وإسرائيل، مؤكدًا أن نتنياهو وقع في "فخ سياسي صعب ومعقد"، نتيجة مجموعة من الظروف الداخلية والخارجية.

ورأى عاموس هرئيل، أن إسرائيل فشلت في إقناع المجتمع الدولي بروايتها حول مجزرة الطحين في شارع الرشيد، وأعرب عن اعتقاده أن إسقاط واشنطن مساعدات على غزة من الجو "يعكيش إحباط إدارة بايدن تجاه إسرائيل (..) وهذا الإحباط الذي تعبر عنه إسرائيل بعدة أشكال سيتفاقم في حال عدم التوصل لاتفاق قبل رمضان".

وأضاف، أن المجتمع الدولي يعتقد أن إسرائيل تتحمل الآن المسؤولية الأولى عن المعاناة الهائلة التي يعيشها سكان قطاع غزة، ويرى أن عملية طوفان الأقصى لا تبرر السلوك الإسرائيلي في غزة.

وبيّن عاموس هرئيل، أن نافذة الفرص في مفاوضات صفقة التبادل ليست مشجعة، والمحادثات التي جرت في قطر قبل أيام لم تشهد أي تقدم حقيقي.

وأوضح، أن القضية الأهم بالنسبة لحركة حماس هي الوقف الكامل للحرب، وهذا لم يرد في المقترح الأخير الذي قدمه الوسطاء في قمة باريس، فالمقترح يتحدث عن وقف إطلاق نار لستة أسابيع في المرحلة الأولى، يليله لاحقًا انسحاب كامل للجيش من غزة وإنهاء الحرب، ولكن دون وعد قاطع بهذا الخصوص، وهو ما ترفضه حماس التي تصر على تقديم ضمانات دولية بوقف الحرب.

واعتبر عاموس هرئيل، أن مطلب وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من غزة هي المطالب الأصعب بالنسبة لنتنياهو، لأن الاستجابة لها تعني اعترافًا غير مباشر بالفشل، وفي هذه الحالة سيجد نتنياهو صعوبة في الحفاظ على الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف الحكومي الذي يقوده.

ورأى أن الأمريكيين أيضًا غير مقتنعين بشرط حماس وقف إطلاق النار بشكل دائم.

وقال هرئيل، إن نتنياهو يواصل الحديث عن اجتياح رفح، رغم أن القوات اللازمة لهذا الاجتياح لم يتم حشدها حتى الآن، كما أن إسرائيل لم تبدأ عملية إجلاء النازحين والسكان من رفح، وهكذا فإنه لا يبدو قادرًا على إقناع شركائه في مجلس الحرب بصدق نواياه في تنفيذ هذا الاجتياح.

وأعرب عاموس هرئيل عن اعتقاده بأن بنيامين نتنياهو وقع في "فخ سياسي صعب ومعقد"، خاصة عند النظر إلى الأزمة الناشئة المحيطة بقانون التجنيد، التي تفاقمت في الأيام الأخيرة عندما تحدى وزير الجيش يوآف غالانت موقف نتنياهو بهذا الخصوص.

وتحدث هرئيل في مقاله عن زيارة عضو مجلس الحرب بيني غانتس إلى الولايات المتحدة بدون التنسيق مع نتنياهو، واعتبر أن هذه الزيارة "خطوة غير عادية تعبر عن التقليل العلني والمتعمد من إدارة بايدن لمكانة نتنياهو".

وقال هرئيل، إن إدارة بايدن ربما ستحاول الضغط على غانتس للضغط على نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق، "إذ لا تزال إدارة بايدن تعلق آمالاً كبيرة على خطوة كاسحة: صفقة رهائن، ووقف لإطلاق النار يؤدي في النهاية إلى نهاية الحرب في قطاع غزة، ويسمح ببدء نقاش حول حل سياسي للقتال بين إسرائيل وحزب الله، وربما حتى اتفاق تطبيع إسرائيلي سعودي" حسب قوله.

وأضاف، أن هناك احتمالاً واردًا بحدوث مواجهة علنية قريبًا بين إدارة بايدن ونتنياهو، تشمل تحميل الأمريكيين لنتنياهو مسؤولية فشل مفاوضات صفقة التبادل، وقد يشمل التصعيد أيضًا امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو ضد القرارات المناهضة لإسرائيل في مجلس الأمن.

يُذكر أن استطلاعًا للرأي نشرت نتائجه القناة 13 العبرية، أظهر أن 54% من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون أن رغبة نتنياهو في البقاء في الحكم هي التي تدفعه لإطالة أمد الحرب، وأن حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو يواصل تراجعه شعبيًا، وفي حال جرت الانتخابات هذه الأيام فسيحصل على 17 مقعدًا فقط.

وإلى جانب هذا التراجع شعبيًا، يضيق الخناق على نتنياهو وحكومته مع اندلاع مظاهرات للمتدينين "الحريديم" قمعتها الشرطة، احتجاجًا على قانون يحاول وزير الجيش يوآف غالانت تمريره يتيح تجنيد المتدينين اليهود الذين أعفتهم دولة الاحتلال من التجنيد الإلزامي من إنشائها.

إلى جانب ذلك، تشهد إسرائيل أيضًا تصاعدات في المظاهرات المطالبة بإقامة انتخابات مبكرة، والتعجيل بصفقة تبادل، وقد وصلت مظاهرة حاشدة إلى القدس بداية الأسبوع الحالي، كما تعرض المشاركون في هذه المظاهرات في القدس وتل أبيب إلى اعتداءات جسدية من الشرطة واعتقالات وقمع بمدافع المياه العادمة.